أحد مظاهر الدمار الذى تحدثه الضربات الصاروخية يومياً على قطاع غزة
أحد مظاهر الدمار الذى تحدثه الضربات الصاروخية يومياً على قطاع غزة


الكثيرون يحملون أمريكا مسئولية الدمار بالقطاع

مروي حسن حسين

السبت، 16 ديسمبر 2023 - 07:44 م

الرأى السائد فى جميع أنحاء الشرق الأوسط هو أنه بينما تقوم إسرائيل بالقتال، فإن هذه حرب أمريكية. فبدون الغطاء الدبلوماسى والذخائر عالية التقنية التى توفرها الولايات المتحدة، لن تكون إسرائيل قادرة على تنفيذ الاعتداءات الضخمة التى قامت وتقوم بها فى غزة ضد المدنيين التى قال مسئول فى الأمم المتحدة إنها تسببت فى «مذبحة كاملة ومطلقة». 

وحذرت جماعات حقوق الإنسان الدولية، التى انزعجت من صور الأطفال الفلسطينيين المشوهين أو الذين لا حياة لهم من تحت الأنقاض، من أن الرد الإسرائيلى غير متناسب وربما يشمل جرائم حرب، وهو اتهام ترفضه السلطات الإسرائيلية..

لعقود من الزمن، يراقب الملايين الولايات المتحدة القوة الوحيدة التى يرون أنها قوية بما يكفى لوقف إراقة الدماء فى غزة، بدلاً من الدفاع عنها. 

 ووصف المحللون السياسيون فى الشرق الأوسط دعم واشنطن للحرب الإسرائيلية بأنه موقف متهور لا يأخذ فى الاعتبار الآثار الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية طويلة الأجل لتنفير منطقة يحقق فيها المنافسون، وتحديدا الصين، نجاحات أعمق.

وقالوا إن الأهم من ذلك هو أن الحرب أطاحت بالولايات المتحدة من مكانتها الأخلاقية العالية، حيث أصبحت محاضرات بايدن لروسيا حول حماية حياة المدنيين فى أوكرانيا جنبا إلى جنب مع تصريحاته الأكثر صمتا بينما تقصف إسرائيل المدارس والمستشفيات فى غزة. 

يعبر العرب عن مزيج من اليأس والغضب تجاه رد الفعل الأمريكى على معاناة الفلسطينيين. وقد تعزز هذا الشعور الأسبوع الماضى عندما أصدر البيت الأبيض بيانا حول صفقة إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف القتال وإطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين.

وترى العديد من الدول وجود معايير مزدوجة فى ردود أفعال الغرب المتباينة تجاه غزة من جهة وأوكرانيا من جهة أخرى. لقد كشفت الحرب التى شنتها إسرائيل على غزة عن الجانب الأخلاقى وإفلاس القيم الغربية.

ورأى كثيرون فى تلك الأحداث انعكاسا حقيقيا للشعور المطلق بعدم الثقة والصدمة بسبب سرعة وعمق وحجم الدعم الغربى لإسرائيل ضد الفلسطينيين.

فحجم الرد الإسرائيلى الذى شجعته الولايات المتحدة والقوى الأوروبية أدى منذ ذلك الحين إلى نقل المناقشة إلى مكان آخر. لقد ذهل الناس عندما أخبر أنتونى بلينكن الصحفيين فى تل أبيب أنه جاء، ليعرض «دعم أمريكا الذى لا لبس فيه لإسرائيل»، «ليس فقط كوزير للخارجية، ولكن أيضًا كيهودي».

وقال مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكى الجديد: «أعتقد أن الله سيبارك الدول التى تدعم إسرائيل»، متعهداً بدعم الكونجرس.

كما وصل بريان ماست، النائب الجمهورى عن فلوريدا، إلى الكابيتول هيل مرتديا الزى العسكرى الإسرائيلي.

أثبتت التصريحات الاستفزازية التى تعهدت بالدعم المطلق للهجوم الإسرائيلى على غزة، ان العقل الغربى هو عقل عنصرى يؤمن بسيادة الغرب فقط، حتى لو ادعى اعتناق الأخلاق والمبادئ.

وأن لديهم الاستعداد لاستئصال الآخر بدم بارد. إن الخطب النارية فى مختلف أنحاء العالم العربى والإسلامي، وخارجه، والتى تتهم الغرب بالكيل بمكيالين وبالمشاركة فى جرائم الحرب الإسرائيلية ضد غزة، هى خطابات كثيرة للغاية يصعب تتبعها، من باكستان وإندونيسيا إلى الأردن والمغرب.

ويتجاوز هذا الغضب الدول العربية والإسلامية، كما تم التعبير عنه فى المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة التى شارك فيها الملايين حول العالم.

ويتغذى هذا الغضب من الدعم غير المشروط والأعمى عسكريا ودبلوماسيا وإعلاميا الذى تم تقديمه لحرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل وخططها للتطهير العرقى لـ 2.3 مليون فلسطينى فى قطاع غزة، وإرسال السفن والطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية بسرعة إلى إسرائيل.

ولم يدخر السياسيون أى تصريح يعكس الدعم الثابت لأى إجراء ستقوم به إسرائيل أو تقوم به. ويتضمن ذلك تنفيذ الخطة الصهيونية النهائية التى استغرق إعدادها سنوات: طرد المزيد من الفلسطينيين من بلادهم، وهذه المرة سكان غزة إلى صحراء سيناء فى شمال مصر.

وبدلاً من إدانة هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، طلبت إدارة بايدن من الكونجرس مبلغًا إضافيًا قدره 14.5 مليار دولار لمساعدة حملة القصف الإسرائيلية والتهجير القسرى للفلسطينيين.

كما قادت الولايات المتحدة القوى الغربية فى عرقلة أى قرارات لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تطالب بوقف فورى لإطلاق النار، وهو تحرك صادم آخر لإتاحة المزيد من الوقت والمجال لإسرائيل لمواصلة قصفها الشامل لجميع جوانب الحياة فى قطاع غزة. ويرى كثيرون أن الدعم العسكرى والسياسى والإعلامى غير المحدود لإسرائيل من قبل الغرب قد كشف عن نفاق القيم الغربية.

ورغم ان الحصار والقصف الإسرائيلى لقطاع غزة أدى إلى مقتل قرابة ١٩ألف شخص، وتشريد 70٪ من السكان. فلا يزال الرئيس الأمريكى جو بايدن حليفًا قويًا لإسرائيل، وقد رفض باستمرار مقترحات وقف إطلاق النار فى غزة.

وتتهم أدريان لورانس، المساهمة فى Straight Arrow News، الرئيس بايدن بالنفاق الفادح، وتقول إنه لا يستطيع التظاهر بالاهتمام بحقوق الإنسان فى أى مكان آخر فى العالم مع الاستمرار فى دعم الإبادة الجماعية التى ترتكبها  إسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة.

وتتوقع لورانس أن يخسر بايدن حصة كبيرة من قاعدة دعمه الليبرالية الأمريكية إذا استمر هذا النفاق لفترة أطول. ومع ذلك، حاول بايدن تبرير تصرفات إسرائيل بينما أعلن أنه يهتم بحماية الفلسطينيين الأبرياء، كل ذلك على أمل إقناعنا بأننا سنرسل مليارات دولارات الضرائب إلى إسرائيل لتعزيز معركتها المزعومة ضد الشر وسننتخبه فى العام المقبل..

هذا ببساطة أمر منافق للغاية بالنسبة للكثيرين منا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة