سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

أهداف إسرائيل.. تحقق العكس

سليمان قناوي

الثلاثاء، 09 يناير 2024 - 08:04 م

يتحدث العدو الصهيونى بخيال مريض عن اليوم التالى لنهاية الحرب على غزة وكأنه قد دان له النصر، والواقع أن الأهداف التى حددها نتنياهو للحرب، تحقق عكسها تماما، أولها التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة، فلم يغادر طفل واحد أراضيه، فى حين هاجر قسرا نصف مليون إسرائيلى.

وينقل موقع «زمان إسرائيل» عن سلطة السكان والهجرة أن 370 ألف إسرائيلى غادروا الأراضى المحتلة منذ اندلاع «طوفان الأقصى» وحتى نهاية أكتوبر الماضى، أما فى نوفمبر فغادر 139 ألفًا و839 إسرائيليًّا ولم تسجل أى بيانات عن عودة المهاجرين. غادر هؤلاء تحت وطأة صواريخ المقاومة  بفعل الرعب الذى أحدثته داخل الإسرائيليين رغم ندرة ضحاياها إذا ما قورن بـ «23 ألفاً و84 شهيداً فلسطينياً، و58 ألفاً و926 جريحاً حتى أول أمس».

وهو ما يبين الفارق بين المهاجر اليهودى الذى زرع كنبتة شيطانية بأرض دخيل عليها، يفر منها كالفرار من الأجرب مع أول صاروخ، وبين الفلسطينى الذى تمتد جذوره لسابع جد، لحمه ودمه وجيناته معجونة بتراب غزة، فمهما قتلوا أهله لن يتركها أبدا..  وعدم شعور الإسرائيلى بالأمان، ليس فقط وليد «طوفان الأقصى» ففى 2014 انتشرت بشكل كبير أغنية إسرائيلية تقول «وداعا أرض العسل.. أنا لم أولد لكى أقتل.. بعسلك يا نحلة لا تلدغينى» تدعو الإسرائيليين للهجرة بسبب الحروب المستمرة على غزة وسوريا ولبنان.

حمى الهجرة من إسرائيل لم تصب فقط المستوطنين بأرض فلسطين منذ زمن ولكن ضربت أيضا الأوكرانيات اللائى هجرن بلدهن بعد الحرب الروسية على كييف قبل عام. وكالمستجير بالرمضاء من النار، فرّت تيتيانا كوشيفا من منزلها بخاركيف ولجأت لمدينة عسقلان الإسرائيلية قرب غزة، واضطرت هى وعائلتها للهرع للملاجئ مع اندلاع طوفان الأقصى، فقررت العودة لأوكرانيا على أساس «إذا قُتلت فعلى الأقل سأكون فى وطنى» وهو نفس ما حدث مع أنا لياشكو وأوسكانا سوكولوفسكا وقالت الأخيرة «الوضع فى كييف حاليا أهدأ من إسرائيل». انظروا ماذا فعلت صواريخ المقاومة فى هز ثقة الإسرائيليين فى قدرة جيشهم على حمايتهم.

حالة الأوكرانيات الثلاث لم تكن استثناء، فقد غادر إسرائيل 4000 أوكرانى منذ هجوم حماس. أما عن الهدف  الإسرائيلى الثانى الذى تحقق عكسه فهو تفكيك حماس، فقد تم بالفعل تفكيك لواء جولانى وجرى سحبه لإعادة تأهيله بعد أن فقد 25% من قوته بجانب 9 ألوية أخرى تم سحبها لغلاف غزة، أما الهدف الثالث وهو رأس يحيى السنوار رئيس حركة حماس، فالواضح أن رأس نتنياهو هى التى ستطير مع نهاية الحرب.

أرض العسل واللبن أصبحت أرض المر والبصل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة