شاحنات المساعدات عند معبر رفح تنتظر سماح إسرائيل بدخولها لقطاع غزة
شاحنات المساعدات عند معبر رفح تنتظر سماح إسرائيل بدخولها لقطاع غزة


«فلادلفيا» .. مطمع قديم لتل أبيب

هالة العيسوي

السبت، 03 فبراير 2024 - 07:04 م

لم تغادر أطماع السيطرة على محور صلاح الدين «فلادلفيا» أذهان الإسرائيليين، منذ تنفيذ خطة فك الارتباط والانسحاب من قطاع غزة فى 2005.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فالذريعة حينئذ هى نفس ذريعة اليوم،منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. والوسيلة أيضًا واحدة! وقتها خطط الجيش الإسرائيلي لسد الأنفاق فى المنطقة بحفر قناة مياه على الحدود الإسرائيلية المصرية بعمق 25 مترًا وطول 5 كيلومترات، يتم ملؤها بمياه البحر، لكنه قرر التخلى عن خططه باسم محور فيلادلفيا، وبناء جدار خرسانى وأسيجة وجدران تحت الأرض بدلاً من ذلك، لأن الأمر كان سيتطلب تدمير ما بين 200 إلى 3000 منزل فلسطينى بالقرب من رفح.

الفارق بين الأمس واليوم أن شارون وحكومته كانوا ملائكة مقارنة بنتانياهو وحكومته. فالأولى تراجعت عن خطة الإغراق لعدم هدم المنازل الفلسطينية بينما جمحت الأخيرة لهدم منازل الفلسطينيين فى جميع أنحاء غزة. والأولى كانت أكثر تقديرًا للموقف المصرى وأعلنت أنه لن يتم اتخاذ أى خطوة إلا بتنسيق مع مصر احترامًا لاتفاق كامب ديفيد، بينما الأخيرة تضرب عرض الحائط بكافة الاتفاقات، وتتبجح بالقول إنها «أبلغت»، مصر بخططها للسيطرة على المحور وليس «استأذنت». وكأنه من البديهى أن تمتلك دولة الاحتلال حرية التصرف فى المنطقة. 

في الأسابيع الأخيرة بلغ التحريض الإعلامي الصهيوني ضد مصر ذروته إزاء موقفها الحازم برفض أى ترتيبات تمس محور فلادلفيا. تراوحت الاتهامات السخيفة بين التواطؤ وغض الطرف عن التهريب، وبين مواجهة صعوبة فى مراقبة الحركة بين أراضيها وأراضى قطاع غزة.

وتمادى التحريض والاندفاع نحو توتير العلاقات أمام محكمة العدل الدولية بتحميل مصر كذبًا مسئولية تأخر وصول المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب. ويقف على رأس المحرضين المقدم المتقاعد إيلى ديكيل الرئيس السابق لدائرة الأبحاث ودراسات البنية التحتية فى جهاز «أمان» الذى جعل رسالته فى الحياة مراقبة النشاطات العسكرية المصرية ويزعم بإصرار أن مصر تعد العدة لمحاربة إسرائيل منذ توقيع معاهدة السلام وأنها تراكم أسلحة تفوق احتياجاتها الفعلية، وأنها قامت مؤخرًا بحفر أكثر من ستين نفقًا فى سيناء.

في الأيام الأخيرة فقط لوحظ تراجع طفيف فى نغمة التحريض، وبتكتيك مدروس سار التحريض الإعلامى عشر خطوات للأمام وخطوة واحدة للخلف، فظهرت بعض الأقلام النادرة التي تبدي تفهمًا ظاهريًا للموقف المصرى المتشدد إزاء محاولات تهجير أهل غزة إلى سيناء، بنغمة الإشفاق والتماس العذر للقاهرة، بسبب أزمتها الاقتصادية كما ذكر جاكى حوجى المعلق فى «جالى تساهل» «إذاعة الجيش» على الشئون العربية، والتوقع بإمكان إقناع السلطات فى القاهرة بأن تسوية كبيرة فى محور فيلادلفيا تخدم المصلحة الوطنية المصرية، وإمكان تسخيرها لهذا الجهد من خلال الأمريكيين بشكل رئيسى، كما جاء فى موقع كالكليست. لا يفهم هؤلاء جميعًا أن الموقف المصري لا ينبع من ضائقة اقتصادية مهما اشتدت حلقاتها، ولكن من حق الدفاع عن السيادة الوطنية وحماية أراضى الدولة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة