ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

احفظوا ماء وجهكم

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 09 فبراير 2024 - 05:14 م

قُلت فى مقال سابق إن إسرائيل تجيد خوض الحروب ولكنها لا تعرف كيف تنهيها، وأن كل مغامراتها العسكرية تقريباً انتهت دون تحقيق أهدافها وبضغوط خارجية. واتساقاً مع هذا التاريخ وفى ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية على إبقاء سيناريوهات الحرب مفتوحة دون سقف زمنى، تتجه أنظار الجميع لواشنطن للاضطلاع بدورها فى الضغط على تل أبيب لوقف هذه الإبادة الجماعية.

لكن للأسف، المتابع للتصريحات الأمريكية سيجدها تتحدث فى كل شىء «دخول المساعدات، تقليل استهداف المدنيين، إطلاق سراح الرهائن، تمكين السلطة الفلسطينية من حكم غزة، وحتى إنشاء دولة فلسطينية» ما عدا إنهاء الحرب، رغم تزايد الضغوط الخارجية من المجتمع الدولى والداخلية من النواب الديمقراطيين التقدميين والعرب الأمريكان وبعض المسئولين والدبلوماسيين.

سبب ذلك فى المقام الأول توافق المصالح الأمريكية مع هدف إسرائيل المتمثل فى تدمير حماس والتى هى أحد أذرع إيران -خصم واشنطن العتيد- والتى سيضعف تفكيكها طهران بالضرورة.

كذلك تعتبر واشنطن حماس، التى تصنفها كمنظمة إرهابية، قوة مزعزعة لإستقرار منطقة هامة لمصالحها الاقتصادية والأمنية. ناهيك عن موقف الحركة المعادى لإسرائيل والرافض لحقها فى الوجود والذى تعتبره واشنطن معرقلاً لحل الدولتين الذى تحلم بتنفيذه.

أضف لذلك خشية واشنطن من أن يؤدى فرضها لحلول ترفضها إسرائيل لانسداد أفق علاقاتها مع شريك له أهمية استراتيجية على مختلف الجبهات. كذلك لا تضمن الإدارة الأمريكية انصياع اسرائيل استناداً لتاريخ سابق من تجاهل المطالب الأمريكية التى تتعارض مع أجندة تل أبيب الداخلية وأبرزها وقف بناء المستوطنات فى الضفة الغربية.

لكن هذه الأسباب لا تعفى أمريكا من مسئوليتها السياسية بالضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، كونها القوة الوحيدة القادرة على ذلك بما تملكه من كروت حاسمة أولها وقف المساعدات العسكرية والتعاون الاستخباراتى، مروراً بالامتناع عن استخدام الفيتو لحمايتها فى مجلس الأمن، وانتهاء بتجميد جهود الوساطة لتطبيع العلاقات الإسرائيلية مع دول عربية. حتى لو كانت ستفعل ذلك فقط لحفظ ماء وجهها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة