أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

رواية كاذب

أسامة شلش

الخميس، 23 مايو 2024 - 05:52 م

على مدى أكثر من ٤٥ عاما كاملة شرفت بالعمل كمحرر ومندوب لجريدة «الأخبار» بمطار القاهرة الدولى، شاهدت ورأيت وكتبت وقمت بتغطية الآلاف من الوقائع والأحداث والحوادث والمؤتمرات فى كل الاختصاصات فصحفى المطار هو الوحيد الذى يمر عليه كل أنواع الأخبار، يمكنه أن يستخرجها من لقاء وزير أو سفير أو حادثة أو قصة أو فنان أو أى من الوقائع التى تشهدها صالات المطار وسط عشرات الآلاف من الركاب، وآلاف العاملين فى كل الأجهزة.
عاصرت المطار منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضى أيام كان صالة واحدة هى المطار القديم.

ووقت أن كان كل شىء يتم «يدويا» دون أى أجهزة من الإلكترونيات الحديثة التى نراها الآن سواء فى التفتيش أو المراقبة، وكانت الأمور تسير كالساعة، لم تكن تسمع عن أى مخالفة من أى من العاملين الذين أشهد أن اختيارهم كان على «الفرازة» كما يقول المثل، كانت هناك رقابة مشددة على الأداء من جهات عديدة، وهو قطعا نفس أسلوب الاختيار والعمل الآن، لحساسية المكان وخطورته، كان ذلك فى أيام لم تكن التكنولوجيا تتيح المراقبات بالكاميرات الحساسة أو الأجهزة التى تسمع دبة النملة، ومعها يستحيل تزوير الحقائق أو اللعب فيها فكل شىء «على المكشوف».

الرواية «الكاذبة» التى رواها ذلك المدعى عن تعرضه لعملية سرقة بالخداع مدعيا أن أحد العاملين قام بتغيير العملات الأجنبية التى معه بمصرية، لا يمكن تصديقها لأنه ببساطة لو كان - ولو لفرض - أعاد النظر فيها أو عدها لكشف الأمر فورا وهو أمر قطعا يجعل من يقدم على المغافلة يعمل ألف حساب لأنه ببساطة سيتم كشف حيلته الخبيثة، ولا أعتقد أن أى عامل بالمطار يمكنه أن يفعل ذلك ولم أر ذلك مطلقا على مدى سنوات عملى بالمكان، المطار الآن وبالكامل مراقب من الداخل والخارج بالكاميرات صوتا وصورة، كل الأحداث والتحركات ثانية بثانية، فلا مجال «للفبركة» أو الادعاءات الكاذبة التى لها غرض مفضوح بالإساءة لمصر، والحمد لله أن الداخلية وسلطات المطار قامت «باستدعاء» اللقطات الحية للواقعة التى أكدت أن الرجل الكاذب كان يمسك عملات اليورو بيده ووضعها بنفسه فى حقيبته ولكن كشف الله لعبته القذرة بالصوت والصورة.
حماك الله يا مصر من المدعين وأصحاب الغرض.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة