محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


يوميات الاخبار

الأهلى أسلوب حياة

محمد البهنساوي

الأحد، 26 مايو 2024 - 07:30 م

كنت أنوى الحديث عن فوز الأهلى بالنجمة الـ ١٢ للأميرة الأفريقية لكن وجدت ماقاد لهذا الإنجاز من عمل وفكر ووطنية يحتاج لصفحات وليست يوميات

بالطبع لا أخفى انتمائى لأفضل ناد فى الكون، الأهلى مصدر الفرحة والسعادة والبهجة والفخر لكل الأهلاوية والمصريين، لكن بحيادية شديدة ينطبق مفهوم المنظومة الإدارية الناجحة على إدارة الأهلى على مر العصور، لذلك نقول إدارة الأهلى وليس رئيسه، فالأهلى ليس مجرد ناد إنما قلعة تربوية واجتماعية قبل أن تكون رياضية، أحد أهم القوى الناعمة المصرية، وخير سفير فى العالم كله لمصر والمصريين، باختصار وبمنتهى الحيادية أيضا فإننى اعتبر الأهلى أسلوب حياة أتمنى رؤيته بكافة نواحى وأنحاء مصر.


ولأنه منظومة إدارية فريدة وقوية وراسخة أصبح ملك أفريقيا وسلطانا متوجا على عرشها، الوحش الذى تهابه كل الفرق، وتحترمه وتجله حتى لو لم تحب نجاحه وإنجازه، منظومة الأهلى جعلت جماهيره آمنة مطمئنة مهما تعرض الفريق لمطبات صعبة، لكنها تثق فى عودته وفوزه ولو فى الدقيقة ما بعد التسعين وفى نهايات البطولات.


أذكر هنا مثالين على عظمة الأهلى، الأول خاص برئيسه ورمزه التاريخى صالح سليم رحمه الله، عندما كان يجتمع باللاعبين والأهلى متأخر فى الترتيب والمنافسون يزهون بفرق أحلامهم!! كان يؤكد للاعبين انهم سيفوزون ليس لأنهم الأفضل لكن لأنهم ينتمون لكيان الأهلى، وبالفعل يفوزون.
المثال الثانى للاعب كرة شهير جدا ورمز لأهم المنافسين للأهلى، حيث كان يردد دائما «لما كنا بنفوز على الأهلى كنا بنفضل خايفين، ومكناش نطمن إننا فزنا الا لما نرجع بيوتنا ونستعد للنوم، فطالما لسة فى الملعب حتى بعد نهاية الماتش بنخاف من شبحهم» وكان يقول أيضا «على فكرة فى مواجهات كتير كنا ننهزم من الأهلى قبل ما نبدأ الماتشات، بمجرد بس نشوفهم نازلين من الأتوبيس بنظام وثبات وهدوء ركبنا تخبط فى بعض ونعرف إننا اتغلبنا».
هذا يا سادة هو الأهلى، مصدر البهجة والفرحة للجميع، الإدارة التى لا تعرف الا النجاح والفوز حتى أصبحت رمزا رياضيا عالميا يشار إليه بالبنان، ومجرد وجود اسم الأهلى يضمن النجاح، إنها الإدارة التى أرسى قواعدها المؤسسون، وزادها رسوخا اللاحقون، ويحافظ على مبادئه واسمه إدارة ناجحة يقودها محبوب الخطيب الرمز الرياضى والأخلاقى لمصر والأهلى. فكل الشكر للقلعة الحمراء إدارة ولاعبين.


حلم الطفولة.. جمهوره حماه
والعجيب أن المبادئ والقواعد الناجحة للنادى الأهلى انسحبت كذلك على مئات الملايين من جمهوره حول العالم. وأتذكر مباريات عديدة حضرتها للأهلى بالاستاد تعرض فيها للهزيمة، سواء لتراجع مستواه او سوء اللاعبين، ورغم ذلك تجد الجمهور يهتف باسم النادى ويشجعه فى الخسارة مثل المكسب وربما أكثر، نادرا ما تجد جمهوره يسب أو يشتم لاعبيه وإدارته حتى ولو كانوا فى عز ضعفهم،
علاقة حب غريبة وفريدة وارتباط لا مثيل له بين الأهلى وجمهوره، وأذكر بمراحل عمرى الأولى كنت أشجع بعصبية وتوتر وصريخ، فخاف والدى رحمة الله عليه وكان اهلاويا صميما أيضا من تلك العصبية فى التشجيع، وهددنى لو لم أتميز بالهدوء فلن اشاهد مباريات الأهلى وهذا عقاب لو تعلمون عظيم!! وتجنبا لغضبه رحمه الله كنت أضع أصابعى فى فمى وأعض عليها بالفرص الضائعة حتى انفجرت الدماء منها دون أن أدرى وحفظ أشقائى سرى حتى لا يمنعنى والدى من عشقى وفرحتى بالأهلى.


الأهلى يا سادة تاريخ من الفرحة لعشاقه على مر الزمان، فحتى الممات لن أنسى بطولتى أبطال أفريقيا عام 1982 و1983 أمام العملاق الأفريقى الرهيب أشانتى كوتوكو الغانى وكيف كنا نتجمع بقريتنا بالصعيد مشجعين للبطل. وما إن تنتهى المباراة فى البطولتين حتى تتحول شوارع القرية لفرح كبير ما بين مزمار بلدى ورقص التحطيب للرجال وتوزيع «شربات الفوز» وانتشار البهجة بالقرية وكأننا يوم عيد، وما أكثر الأعياد مع الشياطين الحمر. هنيئا لمصر بالأهلى، وهنيئا للأهلى بجمهوره، وهنيئا لجمهوره بناديه العظيم، والى مزيد من البطولات لنردد أهازيج النصر الأهلاوى «جمهوره ده حماه على الحلوة والحلوة معاه، عمرى ما أحب غير الأهلى ولا فى غيره يفرحنى».


شمسك الذهب تعود لتشرق
أشعر بعودة قوية تزداد قوتها لشمس مصر الذهب لتشرق على المنطقة والعالم من جديد، فالأهلى ليس أول الرافعين لعلمها ولن يكون الأخير بإذن الله، ففى الرياضة هناك نوران بنت النيل وبطلة العالم للاسكواش فى نهائى مع المصنفة الأولى عالميا النجمة المصرية نور الشربينى، وننتظر فرحة كبرى بصعود المنتخب لكأس العالم، وقبل كل هؤلاء ابن مصر البار مو صلاح، وهناك الزمالك بطل الكونفيدرالية الأفريقية ليلتقى بغريمه الأهلى فى نهائى مصرى باقتدار يرفع علمها الفائز - نتمناه أهلاويا ليفرح الغالبية العظمى من المصريين!! وهناك مجالات عديدة أخرى غير الرياضة رفرف ويرفرف فيها علمنا الغالى المفدى، فالفيلم المصرى «رفعت عينى للسما» يفوز بجائزة العين الذهبية كأحسن فيلم تسجيلى بمهرجان كان ومسلسلات مصرية فى مقدمتها «الحشاشين» تنافس حاليا بعدة مهرجانات محلية وعربية ودولية، ومضمون حصولهم على جوائز رفيعة، وفى الإعلام هناك أيضا جوائز عديدة لكن الأهم من تلك الجوائز المستحقة العودة القوية نحو استعادة الريادة المصرية الإعلامية بالمنطقة والعالم، وأهم تجسيد لذلك قناة القاهرة الإخبارية التى أصبحت مصدرا مهما للأخبار ورقما قويا فى الإعلام الدولى لمتابعة أخبار منطقتنا.. ولمزيد من التقدم والرقى لمصرنا الغالية فى كافة المجالات.   


ليست دلتا واحدة!!
من اسعد اللحظات ونحن نتابع التوسع والتطوير بمشروعاتنا الزراعية، فالزراعة خير يسعد ملايين المصريين، والزراعة قبل أن تكون توفيرا لمأكلنا فهى ضمان لأمننا القومى، لهذه الأسباب وغيرها الكثير نسعد. لكن ما يحدث فى المشروعات الزراعية بمصر مصدر فخر وبهجة وسعادة، ويشير لحلم خلناه مستحيلا لعقود يتحقق فى شهور وسنين بأرقام كلها مبهجة.  فرجال مصر الأشداء نجحوا فى زيادة الرقعة الزراعية بمنطقة شرق العوينات على الحدود المصرية الليبية السودانية من 80 ألف فدان فى 2014 إلى 240 ألف فدان حاليا، أى نجاح وفخر هذا!! وفى توشكى هذا المشروع الذى كان فى مهب ريح الإهمال والتجاهل والتشكيك فى قيمته وفائدته، بلغت المساحة المزروعة به 400 فدان عام 2017، الآن نتحدث عن 420 ألف فدان بتوشكى قابلة للزيادة، تلك المشروعات تركز على المحاصيل الإستراتيجية لمصر وفى مقدمتها القمح ومعه الذرة وعباد الشمس والتمور وغيرها. فإذا كنا نتحدث وبفخر مستحق عن الدلتا الجديدة، قاصدين بها ساحلنا الشمالى الغربى وما يحدث به وعلى جوانب طرقه من مساحة مزروعة تصل إلى حوالى مليونى فدان نسميها عن حق وفخر وسعادة بالدلتا الجديدة، نكتشف أن هناك أكثر من دلتا جديدة بالمحروسة.


علم بلادى
علم مصر رمز عزتها وفخارها ، وهو الهادى المبين لأبنائها جميعًا سواء داخل البلاد أو خارجها ، تبجيل العلم جزء من حب الوطن وتقديسه ، أذكر هذا الكلام بعد علمى بموقف حدث قبل أيام ، قد يبدو بسيطًا فى ظاهره ، لكنه كبير برمزيته ، ، فقد تم اختيار مشروع تخرج لطلبة من جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا ليمثل مصر منافسًا فى حشد علمى بتركيا مع مشروعات من دول كثيرة ، وقبل السفر بيوم واحد قرر الطلاب شراء علم مصر ليعبر عن هويتهم الوطنية بهذا المحفل العلمى الدولى ، لكنهم فشلوا فى العثور على العلم أو شرائه بعدة مناطق أو من مطار القاهرة ، وسافروا بدون علم بلادهم الغالية!!
وهنا أجدنى أمام موقف يلامس جينات الانتماء المعروف بها المصريون على مر العصور ، قد يرى البعض أن الانتماء لا يمكن اختزاله فى وجود العلم من عدمه لكن بالتأكيد ظهور العلم المصرى يلهب الحماس ويشعل الهمم ويزيد من ارتابط المصريين خاصة الشباب ببلادهم.


وبحكم عملى سنوات طويلة محررًا عسكريًا لجريدتنا الغراء «الأخبار» شرفت بمعايشة مصنع الرجال و المدرسة العليا للوطنية ، قواتنا المسلحة الباسلة ، والتى أدعو الجميع أن يحذو حذو رجالها فى التحية والتقدير الواجب لعلم مصر ، فبمجرد ظهوره أو مروره يقف الجميع انتباه مهما كانت رتبته ومهما كان يفعل  مؤديًا التحية للعلم حتى ينتهى مروره.
لابد أن يتعامل المواطنون مع العلم بمفهوم مختلف يجعله بيننا راسخًا مرفرفًا ليس فقط فى مباريات منتخبنا القومى حيث ينتشر بائعو العلم بالشوارع والميادين ، لكن أن يكون وجوده بيننا أساسيًا ومخططًا وممنهجًا ، أن يتم رفعه عاليًا خفاقًا فوق كل المصالح الحكومية ،وبدور العبادة من كنائس ومساجد ودور السينما والمسارح والمولات ووسائل النقل الرئيسية ،ويرفرف خفاقًا بكل الميادين الشهيرة بجميع محافظات مصر ، ويحمله المشاركون بكل المناسبات والمسابقات وغيرها بربوع المحروسة ، وأن يرفرف فوقنا جميعًا بكافة أعيادنا ومناسباتنا ومدننا العلمية والترفيهية والفنية وغيرها.


كما يجب أن يتوافر العلم وبأحجامه المختلفة أمام الجمهور بعدة منافذ ، فى المكتبات ،وأماكن مخصصة بالمولات والمطارات والمنافذ ومحطات القطارات ومواقف الأتوبيسات ومحطات البنزين الرئيسية وغيرها من الأماكن العامة التى يسهل الوصول لها وشراؤه منها بالطبع يجب أن يواكب كل ما سبق حملة قومية لا أقول للتوعية بل أقول للتذكير برمزية العلم وقدسيته ، وترسيخ مبادئ احترام علم مصر رمز عزتها ورفعتها ،وعلينا بعث التحية الواجبة والمطلوبة له.


أقوال مأثورة
يقول الإمام الشافعى «ما رفعتُ أحدًا قطّ فوق قدره إلّا حطّ منّى مقدار ما رفعتُ منه».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة