د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الاخبار

«نيمبوس» صهيونى عالمى

محمد حسن البنا

الأربعاء، 12 يونيو 2024 - 05:42 م

بدأ مشروع «نيمبوس» الضخم باتفاق تعاون بين إسرائيل وشركتى «جوجل» و«أمازون»

 دعونا نعترف أننا أهملنا فى تربية أبنائنا، بالطبع ليس الكل، فهناك الكثير ممن يحسنون تربية أبنائهم. الاعتراف بالتقصير بداية الإصلاح. فقط علينا أن ندرك أن الحديث النبوى الشريف «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته» لم يأت من فراغ، بل جاء ليذكرنا بأننا مسئولون عن تربية ومتابعة أولادنا. وكان أجدادنا وآباؤنا يسيرون على ذلك إلى وقت قريب، إلى أن تم الغزو الأجنبى الذى فرض علينا ثقافاتهم وعاداتهم، إضافة إلى نشر ثقافات جديدة غريبة على مجتمعاتنا بغرض السيطرة علينا من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى.

أنا مع نواب مجلس الشيوخ فى تخوفاتهم من آثار الذكاء الاصطناعى على حياة المواطنين، خاصة الأجيال الجديدة. ويجب أن ندرك التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، مع عدم القدرة على التحكم فيه. وقد أحسنت لجنة الشباب والرياضة بالمجلس حين اهتمت بالقضية، وقدمت دراسة بعنوان «الشباب والذكاء الاصطناعى الفرص.. والتحديات». وأثمن ما قاله رئيس المجلس المستشار عبد الوهاب عبد الرازق: أؤيدكم فى تلك التخوفات، ولذلك سيحتاج الأمر إلى ثقافة عالية وجهاز تشريعى فى غاية الذكاء ليتفاعل بشكل جيد ويتمكن من ضبط تشريعات على درجة عالية من العلم لمواكبة ذلك التطور.

بالطبع لا مانع من الاستفادة بالتكنولوجيا الحديثة فى كافة مجالات العلم والحياة. فقط يجب الحذر من نشر ثقافات مخالفة لقيمنا وأخلاقياتنا. وهذا دور مهم للدولة والمواطن. ويجب ألا نتقاعس عن هذا الدور.

مثلا نشر ثقافة الشذوذ، والصور والأفلام الإباحية التى سمح بها ايلون ماكس على منصة إكس، هم أحرار فى ثقافاتهم، ونحن أحرار فى منعها وعدم نشرها فى أوساطنا العربية والإسلامية. هنا يجب أن تتدخل الدول لمنع نشر ثقافة الفجور والإباحية للأطفال والشباب العرب والمسلمين. وللأب والأم دور مهم فى حماية أبنائهم من هذا الفساد الأخلاقى المخالف لشرائع ربنا سبحانه وتعالى.

إدمان  الإنترنت

هذه دراسة جديدة تؤكد خطر إدمان الإنترنت على المراهقين قد يصل ليصبح القاتل الصامت، أثبتت تأثيرًا ضارًا على الإشارات بين مناطق مختلفة من الدماغ، وتشارك فى شبكات عصبية متعددة يجعلهم أكثر عرضة للانخراط فى سلوك إدمانى آخر. الباحث ماكس تشانج فى جامعة كوليدج لندن: تلعب هذه الشبكات دورًا مهمًا فى التحكم فى انتباهنا، بالتعاون مع القدرة الفكرية والذاكرة العاملة والتنسيق الجسدى والمعالجة العاطفية. وكل ذلك له تأثير على الصحة العقلية. وتبين أنه عندما انخرط المراهقون المدمنون على الإنترنت فى أنشطة تحكمها شبكة التحكم التنفيذية فى الدماغ (مثل السلوك الذى يتطلب الاهتمام والتخطيط وصنع القرار)، أظهرت مناطق الدماغ هذه اضطرابًا «كبيرًا» فى قدراتها على العمل معًا، على غرار اضطرابات المخدرات والقمار. وقد شكا المراهقون الذين يقضون الكثير من الوقت فى تصفح وسائل التواصل الاجتماعى من أنّهم لا يستطيعون إيلاء الاهتمام بأشياء أكثر أهمية، مثل الواجبات المنزلية، أو قضاء الوقت مع أحبائهم.

حوادث  بشعة

لابد أن نعى تأثير إدمان الإنترنت وأيضًا إدمان المخدرات، على سلوكيات أبنائنا. فما كنا نرى مثل جريمة «سفاح التجمع» ولا جرائم التيك توكرز، ولا جرائم تجارة الأعضاء، ولا جرائم الفساد الأخلاقى الذى سيطر على من يطلقون على أنفسهم «البلوجرز»!. والذى أصبح مثيرًا للجدل. وشاهدنا الكثير من الأحداث التى شغلت الرأى العام ومواقع التواصل الاجتماعى.

وتورط البعض فى سلوكيات مشبوهة دفعت بهم إلى السجن. وشاهدنا كل من هب ودب على التيك توك الذين انزلقوا إلى أبواب الرذيلة والغواية من خلال الظهور فى مقاطع فيديو مخلة بالآداب عبر منصات السوشيال ميديا، وصور الرقص الإباحية للتغرير بالبنات والشباب.

ومن الحوادث البشعة التى تسببت فيها الشبكة العنكبوتية، حادثة الدكتورة نهى محمود سالم. حيث تم العثور على جثمان الطبيبة فى حديقة، مع آثار تعذيب وتشويه على الجثة، من دون تمكن الأمن من القبض على القاتل حتى الآن. وأنها قتلت بشكل وحشى خلال زيارة سياحية لها. حيث تبين أنها تعرفت على مصرى مقيم بتركيا عبر الفيس بوك واتفقا على الزواج، ولما سافرت له وجدته متزوجًا ومعه أطفال. سجلت رسالة صوتية تشكو فيها أنها لم تكن سعيدة بزواجها، إذ تبين أن زوجها المصرى خبأ عنها الكثير من التفاصيل حول وضعه المادى وأنها تعرضت لـ «خديعة كبرى». وأنها فوجئت أن حالة الشاب المادية صعبة للغاية، وأنه يحتاج أموالها للإنفاق على نفسه وأطفاله الأربعة وسداد ديونه، فضلًا عن إيجارات متراكمة على شقته. وأنه لا يحمل الجنسية التركية، رغم أنه أخبرها قبل الزواج بحصوله عليها، مشيرة إلى أنها لم تستطع الحصول على الإقامة بسبب ذلك. تبين أن الراحلة كانت تعانى من خلافات أسرية كبيرة.

مشروع  نيمبوس

يجب أن نعلم دور إسرائيل فى نشر هذه الثقافة الفاسدة. فقد بدأ مشروع «نيمبوس» الضخم باتفاق تعاون بين إسرائيل وشركتى «جوجل» و«أمازون» للخدمات السحابية منذ عام 2021 بمبلغ يقدر بـ 1٫23 مليار دولار. وفى سبيل تنفيذه تم فصل الموظفين الذين اعترضوا على أن المشروع يمنح إسرائيل فرصة استخدام الذكاء الاصطناعى لتحديد أهداف ومقاتلين وقصفهم حتى وهم فى بيوتهم ومع أسرهم. وهو ما يمثل تحيز شركات التكنولوجيا لإسرائيل، وتسهيل تقديم خدماتها لبناء مراكز حفظ بيانات داخل إسرائيل امتثالًا لقوانينها الداخلية.

ويمكنها من معالجة قدر هائل من البيانات وحفظها بسرعة ضخمة لتغذية أنظمتها التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى. وإنشاء مراكز البيانات داخل إسرائيل بدلا من وجودها فى إيرلندا وألمانيا وهولندا لكى تضمن إسرائيل امتثال شركات التكنولوجيا لقوانينها الداخلية.

وإنشاء شركات محلية تكون هى المسئولة عن مراكز البيانات وليس الشركات الدولية. هذا التعاون أتاح لإسرائيل استخدام المشروع فى ضرب الشعب الفلسطينى فى غزة. وهو حجر الزاوية لمشروعات إسرائيل السحابية، التى مكنت إسرائيل أيضا من تحديد المقاتلين بسهولة ثم قصفهم لتصفيتهم. وقد ساعدت مجموعة «ميتا» فى دعم هائل لإسرائيل بتقديم «واتساب» معلومات عن فلسطينيين سجلت من محادثات لهم مع أقاربهم، خلافًا لما يروج له فى كون التطبيق يوفر الحماية والخصوصية.!

التعليم  الجديد

هالنى ما سمعته عن طلبة الماجستير والدكتوراة المهنية، وودت لو ينصت المسئولون لشهادة الأساتذة فى الكليات والأكاديميات حول هذا النظام، فالطالب يسعى للحصول على الشهادة فقط وبأى ثمن. لا يرغب فى الاجتهاد البحثى والعلمى. لا يرغب فى تحقيق هدف تحسين مستوى العمل الذى يقوم به، وكل همه الحصول على شهادة يسوى بها وضعه الوظيفى، أو يحصل على لقب دكتور !. نظام التعليم المفتوح والدكتوراة المهنية يجب أن يقوم على ضوابط. ليست المسألة تحصيل رسوم تتخطى الـ 15 ألف جنيه. إنما هى الأساس علم وبحث علمى وتحسين مستوى فكرى وظيفى ومهنى. وهو ما يتطلب جدية من الطالب والجهة التى يمثلها فى قاعة الدرس، ليست المسألة منظرة.. لقد وصل الأمر إلى أن يتواجد فى دراسة الماجستير المهنى زوج وزوجته، وابنتهما وزوجها والحفيدة يحضرون معًا المحاضرات !!. لقد أصبحت الدراسات المهنية «الدراسات المهينة للعلم والعلماء». لابد من وضع ضوابط لتغيير ذلك الوضع وليس إلغاؤه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة