السيد النجار
السيد النجار


يوميات الاخبار

قبضة الإرهابيين

الأخبار

الخميس، 06 يونيو 2024 - 07:38 م

حالة الملل.. القلق.. التوتر.. لن تحل أى مشكلة ولكن تسلبك متعة الحياة

أمريكا فى قبضة إسرائيل.. وإسرائيل فى قبضة نتنياهو.. ونتنياهو فى قبضة الإرهابيين بن غفير وسموتريش.. لا أمريكا تستطيع أن تنحاز ولو لمرة واحدة إلى الحق والعدل.. وصد إسرائيل عن عدوانها على الفلسطينيين أو أى دولة وفى أى زمان. ولا نتنياهو يستطيع أن يقر بهزيمته المخزية فى غزة وإنهاء حياته السياسية بالفضيحة المدوية.. ولا الإرهابيان فى حكومته يستطيعان التخلى عن مبدأ طرد الفلسطينيين من غزة والضفة أو إبادتهم كنواة لإسرائيل الكبرى..

وجهود الوساطة المصرية القطرية كلما كانت قاب قوسين من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.. هدد هذان الإرهابيان بالانسحاب من الوزارة وسقوط حكومة نتنياهو.. ووقوع المحظور الذى يخافه.. موقفهما يلاقى قبولاً لديه.. فهو الآخر لا يخفى توافقه معهما فى الرأى بشأن الفلسطينيين وحلم إسرائيل!
وهكذا ستظل المنطقة فى قبضة الإرهابيين ونذير حرب بها، قد تمتد إلى العالم كله..

وهكذا ستظل الأمور تراوح مكانها، بينما يتوالى سقوط آلاف الشهداء فى غزة.. نتنياهو فى أول حكومة له عام ١٩٩٦ قال اعتدنا أن نفعل ما نريد ويشجب العرب والعالم كما يريدون. وهو التخوف الفلسطينى الصحيح.. أن تعاود إسرائيل عدوانها على غزة لتحقيق أهداف حكومة نتنياهو المتطرفة... بعد استلام أسراهم.. حينها لن يفعل العالم شيئاً وستقف أمريكا كعادتها بكل قوة لمنع صدور قرار من مجلس الأمن ملزم لإسرائيل بوقف العدوان. ولا تصدقوا ما تردده أمريكا عن وساطة لها لوقف الحرب.. لم تكن ولن تكون أمريكا وسيطاً نزيهاً أبداً.. فهى الراعى الرسمى للعدو الإسرائيلى.. وما حديثها عن وساطة.. إلا لإنهاء أزمة الأسرى لدى المقاومة وخروج إسرائيل بكرامة حتى لو غريقة، من وحل غزة الذى غاصت فيه إسرائيل وأمريكا ودول أوروبا الكبرى.. ودفنوا معهم فى الوحل كل معانى الإنسانية.

الحل..معجزة.. والمعجزة بيد العرب.. ولكن؟!

بين السما والأرض

  بين السما والأرض.. عنوان ليس مأخوذًا من رواية الأديب العالمى نجيب محفوظ، والتى تحولت إلى فيلم بنفس العنوان للمخرج الكبير صلاح أبوسيف وبطولة هند رستم ونجمى الكوميديا المفضلين لدى عبدالسلام النابلسى وعبدالمنعم إبراهيم.

ولكنه وصف أطلقه الأديب العالمى البرتو مورافيا فى كتاب «وداعًا للملل»..

وهو نفس العنوان لكتاب للكاتب المصرى الكبير أنيس منصور.. كان همهما الأكبر.. أن يقدما بارقة أمل وطوق نجاة لمن يقعون فريسة مرض العصر. كما سماه الباحثون منذ ٧٠ عامًا.. ظواهره: أرق.. ملل.. توتر.. اكتئاب. المؤسف أن هذه الظاهرة تزداد ولا تنحسر حتى شملت الأطفال أيضاً، مما دعا خبراء مراكز الأبحاث هذه الأيام إلى اعتبار التوجه الرئيسى لهم.. كيف يصبح التكيف الداخلى لمواجهة التوتر لدى الإنسان ثقافة عامة بين الناس.. قالوا لنخرج من قاعات البحث ونقتحم الغرف المظلمة التى يعيش فيها ملايين البشر، ممن استسلموا -دون أن يدروا- للتوتر والملل والأرق.. وفقدوا  التواصل مع الحياة.
وصف حالتك أنت الأعلم به.. ولكن الباحثين حاولوا تقريب الصورة لك حتى تنتبه. قالوا عندما تشعر بالملل والتوتر.. تكون وكأنك انقطعت عن الحياة.. لا ترى أحدًا.. وتشعر ألا أحد يراك.. حواسك كلها مختلفة فى أداء وظائفها.. لا تتذوق ولا تشم ولا ترى الألوان على طبيعتها.. ولا إحساس ببهجة.. لا شىء يسعدك.. لا تريد أن تكلم أحدًا أو أحدًا يكلمك.. تائه.. سرحان.. زهقان.. قرفان.. لا تسمع من حولك ولا تسمع داخلك وكأنك فى غرفة ظلام.. أو معلق بين السماء والأرض..لا أنت صعدت ولا نزلت.. يقصدون «لا أنت حى ولا ميت».. معلق فى فراغ.. حالة أسبابها مشكلة أو ظروف شخصية أو فرط إحساسك بالأحداث العامة.. والغريب كلما زاد اهتمامك وانشغالك وتفكيرك.. بعدت عن حل المشكلة وازداد تعقيدها. وأخذت توجهًا سلبيًا وهواجس تخيلية لن تحدث.
فى كتابى التفكير المفرط والذكاء العاطفى.. يؤكد الباحثان أن التفكير الزائد عن حده فى موقف ما.. أو مشكلة.. لن يؤدى إلى حل وإنما الانغماس فى فرعيات لا تملك السيطرة عليها، وأن ٩٩٪ منها مجرد افتراضات وأوهام، وتمضى ليلك ونهارك تائهًا.. لا أنت يقظ ولا نائم. وكثيرًا ما تتطور الحالة إلى التعقيد ولا تجنى سوى المتاعب النفسية والاجتماعية والجسدية.. بينما التفكير الهادئ الإيجابى سوف يؤدى إلى أفعال ونتائج جيدة.. لا بد أن تدرك أنك لن تستطيع التحكم فى كل الظروف حولك.. هناك طريق واحد للحل.. توقف عن التوتر والقلق والإحساس بالملل بشأن أشياء تتجاوز قوة إرادتك..

لا تنغمس فى الماضى.. ولا تقلق على المستقبل.. الملل.. القلق.. التوتر حالة لن تحل المشكلة ولكن تسلبك متعة الحياة.. هناك أيام مرت كان همك فيها كبيرًا.. فلا تقلق مما يزعجك اليوم.. أكيد هو الآخر سوف يمر ويتغير.. وسيأتى يوم يفرحك وكأنك لم تحزن قط.

لا تهمس داخلك.. هذا كلام أدباء ونظريات باحثين و«اللى إيده فى المية مش زى اللى إيده فى النار».. هذا المثل أيضاً من بواعث ازدياد الملل والتوتر لديك. وهو الذى يضعك فى النار.. هناك من اجتازوا كل هذا.. شاهدت فيلماً وثائقياً ممتعاً عن بلدة أوكى تاوا اليابانية التى يطلق عليها مدينة الخالدين نظراً لطول أعمار أهلها.. ينتشر بينهم على سبيل المزحة تصنيف للأعمار.. فى السبعين طفلًا.. وفى الثمانين شابًا ويقولون فى التسعين إذا جاءك أسلافك الراحلون، قل لهم ابعدوا عنى وتعالوا بعد المائة، ويعتبرون أن من سيعيش إلى 150 أو ٢٠٠ عام ولد بينهم بالفعل.. ويرون أن طول العمر قدرات ذهنية ونفسية أكثر منه صحة جسدية.. فالأمراض ممكن علاجها ولكن ما يصعب شفاؤه هو الروح. لا تنس... شعار أوكى توا.. ابتعد وكافح الملل والأرق والتوتر والقلق.
سبحان الله.. كشفت الأبحاث مؤخرًا.. عندما يمر الإنسان بظروف ما.. يطلق الدماغ هرمون التوتر والقلق إلى جميع أجزاء الجسم، فينطلق أنزيم يعيق الهرمون وكأنه يردد رسالة مغزاها «شكرًا لدينا من التوتر ما يكفى».

ربنا يريد مساعدتك.. انهض.. واحذر من قال.. أتيت إلى الحياة مضطرًا..  وعشت فيها حائرًا.. وها أنا أخرج منها كارهًا؟!

قال الحكيم

خمسة فارقهم ولا تندم عليهم: من ترصد زلتك.. من استرخص قيمتك.. من هانت عليه عشرتك.. من تركك وقت شدتك.. من استكثر عليك سعادتك.
همس النفس

عين العقل.. أن يزول عقلك حبًا.. وبالشوق للحبيب تحيا.. ورغم غيابه لا تشعر بالغربة أبدًا.

صدق الحب.. ألا تعنيك حظوظ الدنيا.. سوى فرحة حبه.. وصدفة تجمع الشمل بعد طول شوق.. ولا يغيب عنك صمت الجمال فى بحر عينيه.. ولا تنتظر شيئًا من الحياة.. يكفى حبيب يعطيك كل الحياة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة