الإثنين، 03 يونيو 2024 - 08:36 م

كنت وما زلت على قناعة ، بأن إصلاح التعليم ، يبدأ بالمدرسة . فإذا توافرت المدارس المجهزة بالمعامل والمكتبات والملاعب والتكنولوجيا والإنترنت ، تتوافر قاعدة الانطلاق الأساسية لعملية تعليمية ناجحة . ويتحقق الهدف المنشود باكتمال باقى عناصر المنظومة ، من معلمين تربويين مدربين ، ومناهج دراسية معدة وفقا لمعايير الجودة العالمية ، وإدارات مدرسية مؤهلة قادرة على إعادة المدرسة إلى سابق عهدها ، كعنصر أساسى مع البيت ، فى إعداد النشء ، وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة ، وغرس القيم الأخلاقية النبيلة فى نفوسهم ، واكتشاف الموهوبين منهم فى مختلف المجالات .

لقد صدمنى أحد أولياء الأمور - يعمل صيدليا - عندما أخبرنى ، أنه ظل حريصا على إلزام طفله بالمرحلة الإعدادية، على الذهاب إلى المدرسة بانتظام ، رغم عدم رضا الابن ، حتى قابل أحد معلمى ابنه فى مكان عام ، وبينما يستفسر منه عن وضع ابنه ، فوجئ بالمعلم يطالبه بمنع الابن من الحضور للمدرسة ، لأنه الوحيد فى فصله الملتزم بالحضور . وأردف ولى الأمر قائلا : أحسست بالأسى لما وصل إليه حال المدارس من تسيب وفوضى ، واضطررت لإلحاق ابنى بأحد سناتر الدروس الخصوصية .هذه الواقعة وغيرها الكثير ، تؤشر إلى غياب المدرسة عن القيام بدورها المأمول .مما قد يفسر أسباب انتشار العنف والتردى الثقافى والأخلاقى بين الأجيال الجديدة ، خاصة اذا أضفنا الى غياب دور المدرسة ، ارتباط النشء والشباب بعالم الإنترنت والسوشيال ميديا المدمر غالبا . ما أتمناه من القائمين على التعليم فى مصر، أن يكونوا على يقين ان إصلاح التعليم يبدأ بالمدرسة ، فلا تطوير بدون مدرسة مجهزة ، تكون أماكن جذب محببة للطلاب، لتلقى العلم واكتساب المعارف والمهارات ، وممارسة الأنشطة الفنية والعلمية والرياضية.