إيهاب الحضرى
إيهاب الحضرى


بالشمع الأحمر

ضحايا اليوم العالمى!

إيهاب الحضري

الإثنين، 03 يونيو 2024 - 08:39 م

أعترف بأننى لم أكُن أعلم بوجوده على قائمة الأيام العالمية، ربّما نتيجة جهلٍ منى أو لازدحام قوائم المناسبات المُحتفى بها لدرجة التُخمة.


 4 يونيو. يوم خصصتْه الأمم المتحدة للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان. البراءة المُحتفى بها ضحية مجزرة، ارتكبها عام 1982 الجانى الأكثر سفْكاً للدماء، وغابتْ عن ذاكرتنا بعد أكثر من أربعين عاماً، لأن الظروف أجبرتنا على التعامل مع جرائم العدو، كما لو كنا نشاهد فيلماً مأساوياً، نتفاعل معه لحظياً وسرعان ما يتراجع تأثيره، إلى أن تجتذبنا الشاشات من جديد.. لجريمة أخرى. فى ذلك العام البعيد، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنها «ذُهلتْ بسبب العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء، من ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية» خلال اجتياح لبنان. فى صحوة مؤقّتة لضمير العالم، تقرّر تخصيص يوم الرابع من يونيو لتخليد معاناة البراءة. انطلقت المناسبة من معاناة عربية، قبل أن تمتد لتشمل كل ضحايا الحروب، وهو تطوّر يُمكن فهمه لو توقّف عند هذه المحطة.

لكنْ بعدها بفترة صار الأفق أكثر اتساعاً، لتشمل أهداف هذا اليوم الدولي، التعبير عن الألم الذى يُعانى منه الأطفال، نتيجة الاعتداءات الجسدية والعقلية والعاطفية! بفعل ميْلى الفطرى لنظرية المؤامرة، تعاملتُ مع الهدف الجديد ببعض الشك، ففتْح الباب أمام الآلام على إطلاقها يُمكن أن يُغيّب السبب الأساسي، ويجعل المذابح تذوب وسط معاناة أقل وطأة، مثل العُنف الأسري، أو أطفال يفتقدون اهتمام آباء لم يوفّروا لهم احتياجاتهم من»الآيس كريم»! وهكذا تختفى مأساة استشهاد 15162 طفلاً فى غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وسط مشكلات تكفى زيارة إلى سوبر ماركت لحلها!
تتعدد الأيام العالمية، ويُخصص بعضها أحيانا لأمورٍ وموضوعات بمذاق الفكاهة، مثل القهوة والضحك والفئران والفاصوليا. ويستكثر البعض على أطفال فلسطين يوماً كاملاً، رغم أن الأعوام نفسها لم تعُد تتحمّل جرعة أوجاعهم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة