د . أيمن الرقب
د . أيمن الرقب


قضية ورأى

الاحتلال الإسرائيلى فى تحدى محكمة العدل الدولية

الأخبار

الإثنين، 03 يونيو 2024 - 08:52 م

أيمن الرقب

اعتبر الاحتلال قرار المحكمة انتصاراً للمقاومة الفلسطينية ، وأنه لن يقبل أى إملاءات.

فى الخامس والعشرين  من شهر مايو أصدرت محكمة العدل الدولية قرارا عاجلا بوقف الحرب على رفح بناء على دعوة تقدمت بها دولة جنوب أفريقيا ، وهى نوع من أحكام التدابير العاجلة، يختلف عن القضية المنظورة منذ عدة شهور حول ارتكاب الاحتلال الإسرائيلى جرائم إبادة جماعية فى قطاع غزة ، هذا الإجراء جاء لوقف العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح ، خشية سقوط آلاف الشهداء نتيجة الاكتظاظ السكانى فى مدينة رفح والتى شهدت فى الأيام والأشهر الأولى للحرب الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة نزوح مئات الآلاف تجاهها ، قبل أن يعود جزء كبير منهم للنزوح مرة أخرى من مدينة رفح تجاه مدينة خان يونس وخاصة منطقة المواصى على بحر خان يونس.


اعتبر الاحتلال قرار المحكمة انتصارا للمقاومة الفلسطينية ، وأنه لن يقبل أى إملاءات ، وأعلن وزراء فى حكومة نتنياهو وخاصة وزير الأمن القومى الإسرائيلى  ايتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلية بيتسئيل سيموتريتش أنهم يدعو جيشهم لإكمال السيطرة على رفح للقضاء على بقايا جيوب المقاومة ، والرد الأكبر كان باستمرار العملية العسكرية فى مدينة رفح واكمال احتلالها ، و الأصعب كان قصف خيام اللاجئين و أماكن تخزين المساعدات، ونتيجة هذا القصف الذى استمر على مخيمات النزوح و مخازن المساعدات الغذائية والطبية التى تشرف عليها الأمم المتحدة ، استشهد عشرات من الفلسطينيين جلهم من النساء والأطفال ، والاحتلال الذى لم يجد مبررا لعمليته الإجرامية هذه والتى قضى بها الأطفال والنساء وجزء منهم استشهد حرقا أعلن أنه سيشكل لجنة تحقيق للاطلاع على أسباب هذا الخطأ الذى استهدف خيام النزوح الفلسطينى فى مناطق كان قد صنفها مسبقا بمناطق آمنة ، و مهما تكن المبررات والنتائج فهذه جريمة تضاف لمجازر الاحتلال التى ارتكبها خلال هذه الحرب ضد الشعب الفلسطينى وتجاوزت ثلاثة آلاف مجزرة ارتقى بها ما يقارب من ستة وثلاثين ألف فلسطينى ، استهداف رفح الأخيرة استخدم بها الاحتلال عشرات من القنابل والصواريخ الأمريكية الذكية من نوع BUG39 ، إلا أنه من الواضح أن هذه الصواريخ تتحول لصواريخ غبية عندما يستهدف بها الشعب الفلسطيني.


الرد الإسرائيلى بقصف خيام النزوح فى رفح يؤكد الرد الواضح من قبل الاحتلال الإسرائيلى لقرار محكمة العدل الدولية و يمثل تحديا واضحا لقرارات المحكمة الدولية كما تحدى الاحتلال سابقا قرارات مجلس أمن .


نتنياهو لا يريد لهذه الحرب أن تضع أوزارها لأنه يدرك أن نهايتها تعنى نهايته سياسيا ، وهذا ما أكدته رئيس حزب العمل السابقة ميراف ميخائيلى حيث وصفت ما يحدث بأنه حرب نتنياهو الشخصية، و لا يهمه لو تدمرت إسرائيل أو تدمر العالم .


العجز الكونى على كبح جماح نتنياهو ، يشكل صورة صادمة حول العالم وحقيقة مؤسساته الدولية العاجزة عن وقف عمليات الإبادة الجماعية وكأن دولة الاحتلال ونتنياهو فوق الجميع ، ولكننا على ثقة أن الشعب الفلسطينى سيجعل نتنياهو يجر ذيول الهزيمة ويوقف الحرب مرغما أمام صمود هذا الشعب العظيم ، الذى اسقط من كان يدعى أن الشعب الفلسطينى باع أرضه ، حيث تمسك بالأرض وتحمل الموت ، وخرج من رفح ولكنه ظل فى غزة ، يتنقل من مكان إلى مكان ولكن لا يترك أرضه ، يهرب من الموت الى الموت بحثاً عن أمل وحياة.
• أستاذ العلوم السياسية

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة