محرر «الأخبار» أثناء إطلاعه على خرائط طقس مصر
محرر «الأخبار» أثناء إطلاعه على خرائط طقس مصر


«الأخبار» تطلع على خرائط 100 عام من طقس مصر ..

الأخبار

الأحد، 09 يونيو 2024 - 03:52 م

أعد الملف: محمد متولى سالم

أكثر من ١٠٠ عام ، شهدت فيها مصر والعالم  العديد من  التغييرات المناخية، والتى أثرت بشكل واضح على مناخ مصر .. «الأخبار» تصطحبك فى رحلة عبر الزمن، لنُبحّر فى صفحات قرن كامل من طقس مصر، نتتبع خلالها مسار التغيرات المناخية التى طرأت على بلادنا، ونُسلط الضوء على أبرز الظواهر الجوية التى باتت أكثر حدة، وأخرى أصبحت أقل أو اختفت..

بداية الرحلة مطلع القرن العشرين، عندما كانت مصر تتمتع بمناخ معتدل، مع فصول أربعة يميزها 'صيف حار جاف، وشتاء بارد ممطر'، لكن مع مرور العقود، بدأت درجات الحرارة ترتفع بشكل ملحوظ،  وازدادت فترات حدوث الظواهر الجوية.

قبل الجولة، فإنه منذ فجر الحضارة المصرية القديمة، اهتم الفراعنة بمعرفة أسرار الطقس وتقلباته، ونقشوا على جدران المعابد رسومات توضح حركة النجوم والكواكب، واستخدموا أدوات بسيطة مثل المسلات الشمسية لقياس الوقت وتحديد اتجاهات الرياح.. ومع مرور الزمن، تطورت أدوات رصد الطقس، وانتشرت محطات قياس الأمطار ودرجات الحرارة فى مختلف أنحاء مصر، فظهرت الحاجة إلى تأسيس هيئة متخصصة لتنظيم هذه العمليات وتقديم توقعات دقيقة للطقس.. وعام 1898، أُنشئت «المصلحة المصرية للرصد الجوي» كأول هيئة رسمية مختصة ب الأرصاد الجوية فى مصر، وفى عام 1829م ، بدأت مصر فى عهد محمد على باشا، تطبيق قياس درجات الحرارة خلال ٥ مرات يومياً تتزامن مع أوقات الصلوات الخمس ، داخل غرفة بحرية بمدرسة «المهندسخانة» بمنطقة بولاق.

اقرأ أيضًا| السيسى ورئيس أذربيجان يشهدان التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون

وفى 1915، عهد الملك فؤاد الأول ، أصبحت مصلحة الطبيعيات المسؤولة عن خدمات الأرصاد الجوية، أما فى 28 أبريل 1952، تم إنشاء مصلحة الأرصاد الجوية تتبعها ثلاثة مراكز متخصصة للتنبؤات ، وهى : 'المركز الرئيسى بمبنى الهيئة بالقاهرة ، ومطار القاهرة الدولى ، ومطار ألماظة'.. تولت هذه المهنة جمع البيانات وتحليلها وتقديم توقعات الطقس للمزارعين والبحارة والسياح، ممّا ساهم فى تحسين الأمن الغذائى والسلامة البحرية وتطوير قطاع السياحة.

ومع بداية القرن العشرين، شهدت الهيئة نقلة نوعية مع دخول التكنولوجيا الحديثة إلى مجال الأرصاد الجوية، فتمّ استيراد أجهزة قياس متطورة، وأُنشئت محطات رصد جديدة فى مختلف أنحاء البلاد.. وفى عام 1971، تمّ تغيير اسم الهيئة إلى «الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية» لتواكب التطورات العلمية والتكنولوجية فى هذا المجال.

بداية الجولة
بداية جولة 'الأخبار'، بمبنى الهيئة العامة للأرصاد الجوية اطلعت على نماذج لخرائط ورصدات تم تسجيلها على مر العصور من سجلات مرصدخانة بالعباسية وهى أول محطة أنشئت فى القاهرة سنة ١٨٧٣ م وكان يتم رصد الطقس فى ٧ توقيتات فقط، اوقات الفجر والشروق والزوال والعصر والمغرب والعشاء ومنتصف الليل، وكان يتم تسجيل درجات الحرارة والرياح واتجاهاتها وحالة السحب والمطر وكانت الكتابة بخط اليد.. ثم إطلعنا على مجلدات تحوى تقارير الطقس فى مصر والسودان (قبل الانفصال) عندما كنا مملكة واحدة، وتم إضافة خرائط للطقس لمالطا وكريستى فى إيطاليا وأثينا فى اليونان وبيروت فى لبنان.. ولوحظ وجود مجلدات مطبوعة، وليست بخط اليد، كانت وقت الاحتلال الإنجليزى تحولت كتابة التقارير من شكل يدوى كامل إلى تقارير مطبوعة.. واطلعنا على خرائط ترصد تقارير الطقس عام ١٩٠٣حتى ١٩٤٧ ولكنها توسعت بشكل أكبر حيث ضمت مصر والسودان حتى الهضبة الأثيوبية وكان الهيئة اسمها مصلحة الطبيعيات.

ظواهر جوية
وأكد د. محمود شاهين، مدير مركز التنبؤات والإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن أبرز الظواهر الجوية التى حدثت فى طقس مصر وأكثرها حدة وأثرت على الحياة اليومية، هى تعرض مصر لسيول وعواصف ترابية عام 1994 وهى من أكبر الكوارث الطبيعية، التى تعرضت لها البلاد، وأدت لتدمير كامل بقرية «درنكة» بمحافظة أسيوط.

وأشار إلى أنه يأتى بعدها سيول 2010 التى أثرت على سيناء والبحر الأحمر وأدت لانقطاع الطرق ووفاة 15 شخصًا واجلاء 3500 آخرين وتدمير العديد من المنازل، وبعدها حالة 12 مارس 2020 التى تعرضت لها مصر لكميات أمطار غير مسبوقة على العديد من مناطق الجمهورية ومنها القاهرة والساحل الشمالى وسيناء.. وأضاف أنه فى عام 2015 تعرضت الإسكندرية لكميات هائلة من الأمطار وأدت لغرق الشوراع وتوقف الحياه اليومية فى بعض المناطق.

وكشف أن الفصول برودة ، وفقا للسجلات المناخية ، فكان شتاء 2013 وتحديدًا فى 13 ديسمبر 2013 شهدت مصر واحدة من أكثر الموجات الباردة وسميت بعاصفة «اليكسا» وأثرت على دول الشرق الأوسط وسحلت درجات الحرارة العظمى فى القاهرة 8 درجات والصغرى 4 درجات مئوية.

وأوضح أن أكثر السنوات حرارة 2015، حيث تعرضت دول شرق وجنوب أوروبا ودول حوض البحر المتوسط لأكثر الموجات الحارة واستمرت الموجة الحارة أسابيع متتالية وتم تسجيل أرقام قياسية خلال هذه الموجة الحارة بجميع دول المنطقة.. وبين أن أكثر الأعوام التى تعرضت مصر للعواصف الترابية هى عاصفة مايو 1997، والتى أدت لظلام تام فترة الظهيرة ووصلت أقصى سرعة الرياح إلى 56 عقدة أى ما يعادل 112 كم/ساعة.. ثم توالت عواصف ترابية عنيفة أعوام 2005، 2007،2015، 2017 وآخر العواصف حده كان فى 1 يونيو 2023.

وقالت د. إيمان جابر حمرة، باحث أول بالإدارة المركزية للبحوث بالهيئة العامه للأرصاد الجوية، أنه في الفترة ما بين عام ١٩٣٠ حتى ١٩٦٠ حدثت عدة موجات شديدة البرودة في فصل الشتاء وأخرى شديدة الحرارة في فصل الصيف حيث سجلت مصر حينها أرقام كبيرة لدرجات الحرارة أعلى من المعدلات الطبيعية في ذلك الوقت.. وأكدت أنه في عام ١٩٨٨ كان هناك موجات شديدة الحرارة وأخرى شديدة البرودة موضحة انه حدثت ٦ موجات شديدة الحرارة في فصل الربيع والصيف، وأطول موجة استمرت لمدة ٨ أيام سجلت به القاهرة الكبرى ٤٥ درجة في الظل وفقا لما سجله الترمومتر، في حين وصلت درجة الحرارة المحسوسة حينها لـ ٥٢ درجة بسبب ارتفاع نسب الرطوبة وهدوء تام لسرعات الرياح..

وأوضحت أنه في نفس العام بفصل الشتاء حدثت ٤ موجات شديدة البرودة، كانت قد سجلت درجات الحرارة الصغرى في القاهرة ٣ درجات مئوية في إحدى هذه الموجات وفقا لما سجله الترمومتر، وكانت هناك كتلة جافة كبيرة جدا طبقت المثال الدارج «طوبة بيخلي الصبية كركوبة»، من شدة البرودة التي شعر بها المصريين في ذلك الوقت ويعتبر درجة الحرارة المحسوسة كما لو كانت تحت الصفر.

أما بالنسبة للتغيرات المناخية، فقال شاهين، إنه من المعروف أن مناخ مصر كان وصفه كما اعتدنا 'حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاء'، ولكن مع التقلبات الجوية المتكررة والعواصف الحادة التى بدأت تشهدها البلاد وخاصة اخر عشر سنوات، كان لابد من دراسة الخريطة المناخية لمصر وعمل الأبحاث والسيناريوهات المختلفة للتغيرات المناخية التى قد تطرأ على طقس ومناخ مصر.

ونوه أنه تم تشكيل لجنة لدراسة مناخ مصر خلال ١٠٠ عام وسيتم تحديد التغيرات المناخية التى حدثت فى مصر وهل ستتسبب بتغير وصف مناخ مصر أم لا.. وكشف أن هناك بعض المناطق سيكون بها جفاف كبير وخصوصًا المناطق الصحراوية، ونسبة معدلات سقوط الأمطار ستزيد على بعض الأماكن وسيكون بها زيادة لكميات الأمطار ومنها السواحل الشمالية والدلتا، وعدد تكرار العواصف الترابية سيزيد، أما السيناريو المتفائل 4.5 ويقول إن ارتفاع درجات الحرارة المتوقع سيكون أعلى من المعدل بدرجة إلى درجتين وهذا سيكون فى الحدود المسموح.


غانم :ظواهر جوية عنيفة فى السنوات الأخيرة

فوضى المناخ تؤدى لهلاك كوكب الأرض، هذا ما يؤكده الخبراء، خاصة مع تسارع كبير لوصول درجات الحرارة لارتفاعات غير مسبوقة على مستوى العالم، كما أن التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الظواهر الجوية.

وأكدت د. منار غانم، عضو المركز الإعلامى بهيئة الأرصاد الجوية، أن التغيرات المناخية بدأت تؤثر على كل دول العالم ومنها مصر، ويكون تأثيرها مختلفًا من دولة لأخرى وفقا للموقف.

وأشارت إلى أننا بدأنا نشهد عنف الظواهر الجوية السنوات الأخيرة وهذا بسبب تأثير التغيرات المناخية، حيث إن التغيرات المناخية لا تؤثر فقط على ارتفاع وانخفاض الحرارة وإنما تؤثر أيضًا على كل جوانب الحياة.

وأوضحت أن التغيرات المناخية تؤثر على الغلاف الجوى بأكمله وليس على منطقة معينة، ومنها مصر  ، وأنه تم خلال خلال العشر سنوات الأخيرة ملاحظة ذلك التأثير من خلال عنف الظواهر الجوية التى تؤثر علينا، مثل طول المدة التى نشهدها فى انخفاض درجات الحرارة، أو تساقط الثلوج على مناطق لم نكن نراها من قبل مثل تساقط حبات البرد التى حدثت فى أسوان فى الخريف الماضى، وكمية البرد الكثيف الذى رأيناه فى الغردقة والإسكندرية، وكميات الأمطار الزائدة خاصة فى السواحل الشمالية.




وكشفت ان هذه التغيرات بسبب المناخ الذى أثر علينا فى عنف الظواهر الجوية، لان تكرار حركات عدم الاستقرار لم تكن كثيرة ولكنها أصبحت عنيفة، مشيرة الى ما حدث فى مارس 2020 من غزارة الأمطار والتى استمرت قرابة الثلاثة أيام، مشيرة الى أن معدلات الأمطار بدأت فى الزيادة، بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوى لدرجة ونصف الدرجة، وهذا أدى لتغيير فى  منظومة الضغط والتوزيعات التى تؤثر على العالم كله ومنها مصر.. وأوضحت ان هيئة الأرصاد الجوية بدأت فى إعداد لجان من أجل تغيير الوصف المناخى لمصر، وهى لجنة على مستوى علماء وأساتذة الأرصاد الجوية لدراسة  تغيير وصف مناخ مصر، وهذا الأمر سيأخذ وقتًا.

وبينت أن الهيئة هى الجهة الوحيدة التى لديها معلومات مناخية منذ ما يقرب من 200 عام تقريبًا، ولذلك تغيير وصف المناخ يجب دراسة درجات الحرارة والظواهر المناخية ودراسة تغيرات عديدة وأنماط مختلفة لكى نقول إن النمط المناخى لمصر كان شيئًا وأصبح شيئَا آخر.

وذكرت أن التغيرات المناخية باتت أمرًا واقعًا ومواجهتها تحتاج لتمويل ضخم وقوانين ملزمة لأن الطبيعة أصبحت غاضبة، وتداعياتها قد تفوق التوقعات، مطالبة بالمواجهة والتأقلم فى آن واحد، مشيرة الى أن مواجهة تلك التغيرات تستلزم تقليل الاحترار العالمى وقلة استخدام الوقود الأحفورى والتركيز على استخدام الطاقة النظيفة، وتقليل الاحتباس الحرارى والحد من الانبعاثات.. وأشارت إلى تطبيق سياسات التأقلم فى مواجهة التغيرات من خلال تطوير البنية التحتية لاستقبال أمطار غير مسبوقة واستخدام منظومة الإنذار المبكر، وهى منظومة مهمة فى مواجهة التغيرات المناخية لتقليل الخسائر والمخاطر.

وقالت إن التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على الظواهر الجوية، ومنذ الأعوام الماضية ونحن نتحدث عن توقعات باستقبال حدة وتطرفا مناخيا بشكل كبير لأنه يوجد احترار عالمى، وزيادة فى متوسط درجات الحرارة بالعالم، ناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى واستخدام الوقود الاحفورى والغازات الملوثة فى الجو أدى لارتفاع الحرارة فى الغلاف الجوى.

وكشفت أن هذه الظاهرة تؤدى لتغير فى توزيعات الضغط، وكلما زاد الاحترار، زاد التطرف المناخى وعنف الظواهر الجوية المؤثرة»، موضحة أن ما حدث فى الإمارات يمكن توصيفه بعنف مناخى بشكل كبير لأن كميات الأمطار التى تسقط فى عام كامل، سقطت فى يوم أو اثنين فهذا حدث مناخى غير مسبوق لم يحدث منذ 75 عامًا وأنه كان لافتًا للانتباه ومثيرا للدهشة أن نشاهد سقوط أمطار بهذا الشكل والمعدل الكبير فى الإمارات وسلطنة عمان والبحرين.

ونوهت أن تغيرات المناخ تؤدى للاحتباس الحرارى وارتفاع درجات الحرارة فى سطح الكرة الأرضية ككل، ما يزيد من عمليات التبخر ويؤدى لتغيير منظومة التوزيعات الضغطية، ويخلق ظواهر جوية عنيفة بشكل كبير ونوبات طقس جامحة.

«إتحضر للأخضر» والطاقة الشمسية والرياح.. خطوات جادة لعلاج المشكلة 
علام: مصر مهددة بفقدان ٢٠٠ كم  لارتفاع ميـــــــــــــــاه البحر المتوسط

تتعرض مصر لتغيرات مناخية واختفاء فصول، حيث لم نشاهد آثار فصل الشتاء العام الحالى، ونلاحظ امتداد فصول، ما يعنى أهمية التوجه نحو الزراعة الذكية لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية وتنفيذ برامج فى القطاع الزراعى تستهدف التخفيف من آثار المناخ.. وقد بذلت مصر جهودا حثيثة لمواجهة تغير المناخ ، الذى بات يهدد العالم أجمع دون تفرقة، وتتسارع وتيرة آثاره السلبية على العديد من المجتمعات والدول، مما تطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وطويلة المدى على المستوى الوطنى والإقليمى والعالمى، وبدأت الحكومة فى إعداد تحديث تقرير المساهمات المحددة وطنيًا 2030 ، بأن تكون نسبة الطاقات المولدة من الطاقة الجديدة والمتجددة 42% فى خليط الطاقة لقطاع الكهرباء بإجمالى خفض الانبعاثات 80 مليون طن ثانى أكسيد الكربون المكافئ، وذلك بحلول عام 2030 بدلا من 2035 بإجمالى خفض 70 مليون طن ثانى أكسيد الكربون المكافئ.


كما قامت مصر بإطلاق مشروع «صياغة وتطوير عملية خطط التكيف الوطنية فى مصر (NAP)، واطلاق النسخة الأولى من التقرير القطرى للمناخ والتنمية CCDR، كما تم توقيع وثيقة مشروع «تحويل الأنظمة المالية للمناخ فى مصر بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية AFD كأساس فى بناء نظام تمويل المناخ فى مصر وخطوة فارقة فى العمل المناخى وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، والتنسيق لتفعيل مبادرة أولويات التكيف للمرأة الأفريقية ، بين وزارة البيئة والمجلس القومى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.




وتُدرك مصر خطورة التغيرات المناخية وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة، ولذلك، فقد اتخذت خطوات جادة لمواجهة هذه التحديات من خلال العديد من المشروعات والمبادرات، ومن أبرزها مشروع بنبان للطاقة الشمسية فى محافظة أسوان : أكبر محطة طاقة شمسية فى العالم ومحطات ضخمة لتوليد الطاقة من الرياح وأيضًا فى مجال مشروعات النقل المستدام مثل مشروع القطار الكهربائي: يربط بين العواصم الإقليمية ويقلل من انبعاثات الكربون، ومشروع المونوريل بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع تطوير النقل العام فى القاهرة: لتحسين كفاءة وسائل النقل العام وتشجيع استخدامها وكذلك مشروعات تبطين الترع والتى تهدف لتقليل الفاقد المائى وتحسين كفاءة الري، ومشروعات الزراعة المستدامة مثل مشروع التحول إلى الزراعة المحمية لتقليل استخدام المياه وتحسين الإنتاجية ومشروع استخدام أنظمة الرى الحديثة لترشيد استهلاك المياه وتحسين كفاءة الرى.. كما انطلقت من مصر عدة مبادرات أبرزها مبادرة «اتحضر للأخضر»، والتى تهدف إلى تحويل المدن المصرية إلى مدن خضراء ذكية والمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية والتى تهدف إلى تشجيع الاستثمار فى المشروعات الصديقة للبيئة وأيضًا حملات لتنظيف شواطئ البحر المتوسط من المخلفات البلاستيكية وحملة 100 مليون شجرة: لزيادة المساحات الخضراء وتحسين جودة الهواء، وبالإضافة إلى ذلك، تشارك مصر بنشاط فى مختلف الاتفاقيات الدولية المعنية بتغير المناخ، وتعمل على تعزيز التعاون الدولى لمواجهة هذه التحديات.

وأكد د. مجدى علام ، الخبير الدولى فى التغيرات المناخية ان تأثير التغيرات المناخية انعكس على انخفاض إنتاجية بعض المحاصيل أو تعرض بعض المناطق إلى التصحر.

واشار إلى أن تطبيق أنظمة الرى وتحديثها تساهم فى الحد من هذه المخاطر..  وشدد على أهمية توطين تكنولوجيات ترشيد استهلاك مياه الرى للحد من تكلفة فاتورة الاستيراد من الخارج لهذه التقنيات بما ينعكس على تقليل التكلفة وزيادة إنتاجية المحاصيل وترشيد استهلاك مياه الرى.. وأشار إلى أهمية الاستفادة من الإرادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسى فى تقديم التسهيلات اللازمة للتوسع فى مشروعات تحديث الرى،  مشددًا على أهمية التوجه نحو نماذج الزراعة الذكية لترشيد استهلاك مياه الرى توفير مستلزمات الإنتاج الزراعى والحد من استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية ، وتشجيع نماذج الزراعة العضوية.. وأوضح أن نموذج الزراعة الذكية يساهم فى توفير الاحتياجات المائية للنبات بما ينعكس على زيادة إنتاجية المحاصيل.. واضاف أن الكثبان الرملية امام سواحل كفر الشيخ ومحافظات الدلتا الشمالية بمحافظتى البحيرة والدقهلية  بالاضافة الى الطريق الساحلى الدولى والحواجز الشاطئية تعتبر هى الحماية المطلوبة ضد زحف مياه البحر على مناطق الدلتا الشمالية بسبب تغير المناخ.. وتابع الخبير الدولي لشؤون البيئة، مصر مهددة بفقدان ٢٠٠ كم مربع جراء ارتفاع مياه البحر المتوسط بسبب تغيرات المناخ.

د. تحسين شعلة عضو الاتحاد العربى للمناخ والبيئة: مصر أقل دول العالم فى الانبعاثات الكربونية

أحوال مناخية متقلبة تشهدها مصر والمنطقة بأثرها بل والعالم أجمع، فتارة نجد درجات حرارة مرتفعة، وتارة أخرى سقوط أمطار، ويرجع البعض ذلك إلى التغيرات المناخية، فهل هى وحدها السبب أم هناك أسباب أخرى، وكيف يمكن التعامل معها وما مدى تأثيراتها على المحاصيل الزراعية.. العديد من الأسئلة طرحناها على د. تحسين شعلة،، الخبير البيئى، وعضو الاتحاد العربى للمناخ والبيئة فى الحوار التالى:

ما أسباب الظواهر الجوية المتقلبة التى نراها الفترة الحالية؟
معظم الظواهر الجوية الحالية ناجمة عن التغيرات المناخية، وللأسف الشديد من الممكن أن تستمر وتزداد حدتها لفترات أطول خلال الفترات القادمة، ما لم يتم تفعيل توصيات مؤتمرى «قمة المناخ 27 « فى شرم الشيخ و28 فى الإمارات.

هل سيتأثر العالم أجمع أم مناطق محددة بالتغيرات المناخية؟
الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية ستشمل العالم أجمع، بداية من الدول العظمى ونهاية بالدول النامية، وبناء عليه فإن المردود الإيجابى لاستخدام السياسات التى توسع استخدام الوقود الأحفورى لن تمثل شيئًا مقارنة بحجم الكوارث الناجمة عنه، حيث إن الخسائر ستتعدى مليارات الدولارات ما لم تطبق حزمة التوصيات لنتائج مؤتمرى قمة المناخ 27 و28، وجميع دول العالم دون استثناء ستتأثر بالتغيرات المناخية وعلى سبيل المثال لا الحصر الخسائر الناجمة عن إعصار دانيال فى اليونان بما يعادل 100 مليون يورو وعدد الوفيات بالآلاف فى ليبيا نتيجة لإعصار دانيال وحرائق الغابات فى أمريكا وأستراليا وإسبانيا والفيضانات التى دمرت أجزاء من بعض المدن الساحلية.



د. تحسين شعلة فى حواره مع محرر «الأخبار»​​​​​​​

ماذا عن الانبعاثات الكربونية وتأثيراتها؟
الانبعاثات الكربونية وانبعاثات غاز الميثان هى انبعاثات ناجمة عن استخدام الوقود الأحفورى المستخدم فى جميع المركبات والمصانع ويؤدى إلى تكوين طبقة فى الغلاف الجوى، وسيترتب على استخدامه زيادة الانبعاثات الكربونية بمعدلات تفوق مثيلتها مسبقًا، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية تعد الأولى عالميًا فى معدلات الانبعاثات الكربونية بنسية تصل إلى 22% تليها الصين بنسبة 18% ثم الاتحاد الأوروبى بنسبة 11%، ويعقب زيادة الانبعاثات الكربونية وغاز الميثان زيادة معدلات درجات الحرارة بطريقة غير مسبوقة نتيجة للاحتباس الحرارى الناجم عن وجود الانبعاثات الكربونية وغاز الميثان التى تؤدى لعدم خروج الحرارة إلى الطبقات العليا من الجو وامتصاص الحرارة عن طريق غاز الميثان والانبعاثات الكربونية، مما يؤدى إلى زيادة الإحساس بدرجات الحرارة.

الاحتباس الحرارى
منطقة الخليج شهدت الفترة الماضية ظاهرة ربما لم تحدث لها من قبل ظاهرة الفيضانات فهل هناك سبب محدد لذلك؟
ما حدث من فيضانات فى منطقة الخليج وما سيحدث مستقبلا ناجم عن عدم الانصياع لقرارات مؤتمرى قمة المناخ 27 و28 وعدم الالتزام بالتوقف التدريجى أو النهائى عن استخدام الوقود الأحفورى والاتجاه إلى استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة، حيث إن استمرارية استخدام الوقود الأحفورى قد أدى إلى زيادة معدلات درجات الحرارة ونتيجة لوجود الاحتباس الحرارى الناجم عن الانبعاثات الكربونية وغاز الميثان نتج عنه زيادة معدلات البخر بكميات كبيرة مع ارتفاع درجات حرارة البحار الناجمة عن ظاهرة النينو للمياه، مما أدى إلى هطول الأمطار وحدوث الفيضانات بشكل غير مسبوق مع التوقع فى استمرار حدة ذلك خلال الفترات القادمة.

هل من الممكن أن يحدث ذلك فى مصر؟
الطبيعة الجغرافية فى مصر مع وجود تنوع واختلاف للطبيعة المناخية لبعض المحافظات، ومع توجهات الحكومة لاستبدال الوقود الأحفورى بالطاقات الجديدة والمتجددة سيحول دون حدوث ذلك فى مصر، مع العلم أن مصر والقارة الإفريقية الأقل فى الانبعاثات الكربونية وغاز الميثان والذى بدوره يقلل من المردود السلبى للتغيرات المناخية مقارنة بباقى دول العالم مع التوقع بتغيير الخريطة الزراعية والاقتصادية حول العالم فى صالح مصر وإفريقيا ما عدا بعض الدول التى تستخدم الوقود الأحفورى كمصدر أساسى للطاقة والتى تقوم بتصنيع السيارات ما لم تستبدل الوقود الأحفورى بالطاقة النظيفة.

لماذا لم نشعر بالشتاء البارد هذا العام مثلما كنا نراه من قبل؟
الشتاء هذا العام كان دافئًا مقارنة بالأعوام الماضية، حيث إن متوسطات درجات الحرارة العظمى لم تقل عن 20 درجة ومتوسطات درجات الحرارة الصغرى لم تقل عن 10 درجات، ويعتبر هذا التغير الملحوظ ناجمًا عن بداية ظاهرة النينو منذ يونيو 2023 واستمراره لمدة عام وارتفاع درجات المحيطات فى وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائى بمعدل 0.6 درجة، إلى جانب التغيرات التى تطرأ على الغلاف الجوى العلوى مما يؤثر بشكل ملحوظ على المناخ بصفة عامة فى الكرة الأرضية، وتستمر ظاهرة النينو الطبيعية لمدة تترواح ما بين 12 إلى 18 شهرًا وتحدث فى دورات غير منتظمة تتراوح من 2-7 سنوات وتكون عبارة عن النينو والنينا وفترة محايدة، تتسم ظاهرة النينيا بفترة من درجات حرارة سطح البحر تكون أبرد من المتوسط فى وسط وشرق المحيط الهادئ.

هل ترى أن فصل الصيف ستطول مدته عما كانت من قبل؟
فصل الصيف سينتهى بشكل طبيعى بنهاية شهر سبتمبر مع نهاية ظاهرة النينو وحلول ظاهرة النينا، ولن تطول مدته خلال هذا العام، ولكن درجات الحرارة ستكون معدلاتها فوق المعدلات الطبيعية عن المعدلات السابقة، ومن المتوقع أن يكون فصل الصيف هذا العام الأشد حرارة مقارنة بالأعوام السابقة، وستزداد متوسطات درجات الحرارة خلال صيف هذا العام بمعدلات تفوق 3-4 درجات عن الأعوام السابقة.

حدثنا عن ظاهرة النينو؟ وهل لها مخاطر؟
ظاهرة مناخية طبيعية تظهر فى المحيط الهادي، ويؤدى ظهور تلك الظاهرة إلى ارتفاع درجات حرارة المحيط إلى 0.6 درجة وتؤثر سلبيًا على الكوكب وتؤثر فعليًا على المناخ بصفة عامة، كما ستؤثر تلك الظاهرة على الطقس العالمى، ما قد يؤدى إلى الجفاف فى أستراليا، والمزيد من الأمطار فى جنوب الولايات المتحدة، وإضعاف الرياح الموسمية فى الهند، وهذه الظاهرة الطبيعية هى أقوى تقلب فى نظام المناخ فى أى مكان على وجه الأرض، خاصة أن تسجيل رقم قياسى جديد لدرجات الحرارة العالمية فى العام الحالى يعتمد على مدى ضخامة ظاهرة النينو، والمعروف أن التذبذب الجنوبى لظاهرة النينو، أو ENSO، كما يطلق عليه بشكل صحيح، له ثلاث مراحل مختلفة: ساخن، بارد، أو متعادل، وتحدث المرحلة الساخنة، المسماة النينو، كل عامين إلى سبعة أعوام وتشهد ظهور مياه دافئة على السطح قبالة سواحل أمريكا الجنوبية وتنتشر عبر المحيط دافعة كميات كبيرة من الحرارة إلى الغلاف الجوى ويقول الخبراء إنه من المرجح أن تجعل ظاهرة النينو عام 2024 أكثر الأعوام سخونة فى العالم.

وماذا عن التأثيرات السلبية الناجمة عن تلك الظاهرة ؟
تختلف آثار كل من ظاهرة النينيو حسب شدتها ومدتها والوقت من السنة الذى تتطور فيه، والتفاعل مع الأنماط الأخرى لتقلبية المناخ، ولا تتأثر جميع مناطق العالم، وحتى داخل منطقة من المناطق يمكن أن تكون التأثيرات مختلفة. وإلى جانب ارتفاع درجات الحرارة العالمية؛ وكذلك زيادة معدلات درجات الحرارة بطريقة غير مسبوقة نتيجة للاحتباس الحرارى وزيادة الآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية من أعاصير وفيضانات وأمطار حمضية وبراكين وزلازل نجم عنها خسائر اقتصادية فى المبانى والممتلكات وحرائق الغابات وعدم صلاحية الأرض للزراعة وهجرة السكان وانتشار الأوبئة ووفيات بنسب غير مسبوقة.

طاقة متجددة
كيف يمكن استغلال درجات الحرارة بيئيًا؟
مصر تتمتع بالمناخ المتنوع وشمسها التى لا تغيب ووجود الطاقة الشمسية كمصدر للضوء والحرارة يعتبر من مصادر الطاقة المتجددة، تساعد فى توفير المال والكهرباء وبالتالى من الممكن عمل العديد من محطات إنتاج الطاقة الشمسية كمصدر بديل للوقود الأحفورى وأيضا من الممكن استخدامها فى المنازل، وللطاقة الشمسية مميزات كثيرة منها أنها صديقة للبيئة وانخفاض التكلفة مع انخفاض تكلفة الصيانة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة