حاج يسأل روبوتات الذكاء الاصطناعى للحصول على فتواه
حاج يسأل روبوتات الذكاء الاصطناعى للحصول على فتواه


فتاوى بالذكاء الاصطناعى.. السعودية تُسخِّر التكنولوجيا لخدمة الحجيج

فادية البمبي

السبت، 15 يونيو 2024 - 05:38 م

فى تقرير حول فتاوى الحج فى زمن الذكاء الاصطناعى، أوضح المؤشر العالمى للفتوى «GFI» التابع لدار الإفتاء والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن فتاوى الحج شكَّلت هذا العام «11%» من جملة الفتاوى عالميًا، ومثَّلت «20%» من إجمالى فتاوى «العبادات»، جاء ذلك بعدما قام مؤشر الفتوى برصد وتحليل عينة من «500 فتوى» من مصادر وجنسيات مختلفة، حيث تعلَّقت تلك الفتاوى بأحكام الحج وتعريفه وفضل أدائه، وأنواعه وأحكامه الشرعية.

وتطرق المؤشر العالمى للفتوى إلى فتاوى الحج المرتبطة بالعالم الرقمى وتقنيات الذكاء الاصطناعى، ففى ظل تطور تقنيات الثورة الرقمية ودخول الروبوتات مختلف المجالات، برز تأثر مناسك الحج أيضًا بها، إذ تعددت التطبيقات الذكية والروبوتات التى تقدم الخدمات المتعددة والمتنوعة لحجاج بيت الله الحرام، وجاءت نسبة الفتاوى المرتبطة بذلك المجال 22% من عينة فتاوى الحج المرصودة عالميًّا خلال العام، وكشف المؤشر عن تمحورها حول أربعة عناصر رئيسية، أولها الفتاوى الخاصة بحكم استخدام التقنيات الحديثة فى الحج، من خلال نشر أحكام استخدام التطبيقات والتقنيات الرقمية للتواصل بين الحجاج، واستخدام التقنيات لتحديد المواقيت والأماكن، وأحكام استخدام التقنيات والروبوتات فى خدمة الحجاج وإرشادهم وتوجيههم، وتوضيح الضوابط الشرعية لاستخدام هذه التقنيات.

وجاءت المملكة العربية السعودية فى الصدارة بنسبة 48% من إجمالى أكثر الدول إصدارًا لفتاوى الذكاء الاصطناعى المرتبطة بالحج، ويرجع ذلك إلى استخدامها للروبوتات فى العديد من الأمور المتعلقة بتنظيم الحج والعمرة، واهتم المحور الثانى بفتاوى أحكام الحج الافتراضى أو الإلكترونى، وتمثل المحور الثالث فى الفتاوى الخاصة بأحكام استخدام التطبيقات والأنظمة الذكية فى إدارة الحج وحجز المناسك والخدمات، وأحكام استخدام الأنظمة الذكية فى إدارة تدفق الحجاج وتنظيم حركتهم، وجاء المحور الرابع حول الأحكام الشرعية لاستخدام التقنيات الطبية المتطورة لخدمة الحجاج.

وحول أبرز الروبوتات أو تطبيقات الهواتف التى تم تفعيلها فى حج هذا العام، لفت مؤشر الفتوى إلى أن أبرزها: «روبوت الإرشاد» والذى يقدم فتاوى واستشارات إسلامية موثوقة، وتم تزويده بشاشة تعمل باللمس بمقاس 21 بوصة.

اقرأ أيضا| حج 2024| الصحة السعودية توجه تحذيرًا مهمًا للحجاج في المشاعر المقدسة 

ويمتلك القدرة على التواصل بـ 11 لغة، وصُمم الروبوت ليتمكن من التنقل بسلاسة تامة على أربع عجلات، كما أنه مزود بنظام توقّف ذكى يضمن مرونة وسلاسة الحركة. أما «روبوت التوعية» فقد تم الإعلان عن بدء استخدامه لتوجيه الحجاج بالأمور الصحية فى المدينة المنورة ويعمل الروبوت على بث رسائل توعوية وصحية وإرشادات عامة لحجاج بيت الله الحرام، ويدعم النطق بأكثر من 96 لغة مختلفة.

مما يسهم فى تحسين تجربة الحجاج وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم خلال أداء مناسكهم، كما تم توفير عدد من التطبيقات الذكية لتشغيل مراكز الخدمات بالمشاعر المقدسة، بما فى ذلك «التاكسى الطائر» الذى يساعد على تسهيل تنقل الحجاج بين المشاعر المختلفة بفعالية وسرعة، وأيضًا «الطائرات بدون طيار» التى تستخدم لفحص طرق المشاعر المقدسة، مما يساهم فى مراقبة وتأمين الحجاج وتسهيل حركتهم وضمان سلامتهم خلال تأديتهم للمناسك.

وفى هذا الإطار أوصى المؤشر بضرورة مواكبة المؤسسات الإفتائية لتقنيات العالم الافتراضى واستغلاله فى تحقيق طفرة نوعية فى التوعية الإفتائية والدينية، والتغلب على سلبياته، وذلك من خلال تطوير أدوات الذكاء الاصطناعى داخل المؤسسات الرسمية، وبناء الوعى للشخصية الإسلامية المعاصرة، والتعاون مع الخبراء، فضلًا عن توفير التأهيل والتدريب اللازم للمفتيين الرسميين واستخدام خوارزميات التطرف للكشف عن المحتوى الإلكترونى المتطرف والتعامل معه.

كما أشار إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعى فى صناعة الفتوى يتطلب تدريبه وبرمجته بشكل صحيح وفق القواعد الشرعية، بالإضافة إلى مشاركة المفتين والعلماء المتخصصين فى تقييم دقة وصحة إجاباته وتوجيهه، ويمثل التحليل اللغوى والترجمة الآلية واستخراج المعلومات حجر الزاوية فى هذه العملية، وعلى الرغم من ذلك، فإن الفهم العميق للسياق الشرعى والقدرة على التفسير والاجتهاد الفقهى لا يزال من اختصاص الفقهاء والمفتين البشر وتبقى قدراتهم الحسية واللغوية والذكاء العاطفى ضرورة لفهم الظروف الاجتماعية والثقافية التى يواجهها الناس فى مختلف العصور.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة