المعمل باستخدام تقنية النانو
المعمل باستخدام تقنية النانو


المعمل| باستخدام تقنية النانو.. تحويل دواء «متلازمة الحديد الزائد» إلى علاج لسرطان الثدى

الأخبار

الثلاثاء، 11 يونيو 2024 - 04:51 م

بينما تأخذ عملية اعتماد دواء جديد وقتا طويلا، قد يصل إلى أكثر من 10 سنوات، فإن إعادة إنتاج دواء قديم بطريقة مختلفة تتيح استخدامه لوظيفة جديدة، لا تأخذ نفس الوقت، لذلك تسعى الفرق البحثية حول العالم إلى إعادة توظيف الأدوية القديمة لأغراض علاجية جديدة.

 و شارك فريق بحثى مشترك من مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة المنصورة فى هذا التوجه، حيث نجحوا مؤخرا فى تقديم ما يثبت أن دواء» ديفيراسيروكس»، المستخدم لعلاج متلازمة الحديد الزائد، يمكن أن يكون علاجا فعالا لسرطان الثدي.

ومتلازمة الحديد الزائد المزمن، والمعروفة أيضا باسم «داء ترسب الأصبغة الدموية الوراثى (HH)»، هى اضطراب وراثى يتميز بالامتصاص المفرط للحديد الغذائى من الأمعاء، مما يؤدى إلى تراكم الحديد فى مختلف أعضاء وأنسجة الجسم مع مرور الوقت، ويمكن أن يؤدى تخزين الحديد الزائد إلى تلف أعضاء مثل الكبد والقلب والبنكرياس والمفاصل، مما يؤدى إلى مجموعة من الأعراض والمضاعفات.

ويعمل دواء «ديفيراسيروكس»، الذى ينتمى إلى فئة من الأدوية تعرف باسم «مخلبات الحديد»، على ربط الحديد الزائد فى الجسم، والمساعدة على إزالته عن طريق البول والبراز، وبالتالى تقليل نسبته ومنع تلف الأعضاء.

وكانت دراسات معملية سابقة قد وجدت أن هذا الدواء فعال فى إماتة الخلايا السرطانية معمليا، ولكن لم تتطور تلك الدراسات إلى البحث فى استخدامه داخل الجسم، وذلك لأن أحد أهم مشاكل هذا الدواء هى «الإتاحة الحيوية المحدودة».

وذلك بسبب ضعف قابليته للذوبان فى الماء. والإتاحة الحيوية المحدودة، تشير إلى جزء الدواء الذى يصل إلى الدورة الدموية الجهازية، ويكون متاحا لممارسة تأثيراته الدوائية بعد تناوله، فهى مقياس لمدى ومعدل توفر العنصر النشط للدواء فى الموقع المستهدف. ويقول د.إبراهيم الشربيني، المدير المؤسس لبرنامج علوم النانو بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وقائد الفريق البحثي: «فى دراستنا الجديدة المنشورة بدورية ( درج ديفلوبمنت آند إندستريال فارمسي).

استطعنا زيادة الاتاحة الحيوية للدواء عبر تغليفه بجسيمات نانوية دهنية، مما ساعد على زيادة مساحة سطحه وتحسين قابليته للذوبان فى الماء، وقمنا بتجربته مع حيوانات التجارب المصابة بسرطان الثدي، فأعطى نتائج رائعة للغاية». وخلال التجارب، قارن الباحثون بين فعالية دواء «ديفيراسيروكس» لعلاج سرطان الثدى فى صورته المتاحة حاليا، وفى صورته الجديدة بتقنية النانو، فأعطى الشكل الجديد فعالية تزيد 4 مرات عن الشكل التقليدي.

اقرأ أيضا| إصابة أسماء الأسد باللوكيميا

كما يؤكد الشربيني. وعن السر فى تلك القيمة التى يمنحها التغليف النانوى للدواء، يقول إن: « الدواء فى تقنية النانو يكون قريبا من مستوى الجزىء، مما يسهل من مهمة الجسم فى التعامل معه، كما أنه فى هذا الحجم الصغير يستطيع اختراق الأنسجة المصابة بشكل أسهل وأكبر، ووجوده مغلفا فى أجسام نانوية يؤدى إلى تحرره البطىء من تلك الأجسام، مما يجعله ممتد المفعول داخل الجسم».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة