حازم بدر
حازم بدر


تحت الميكروسكوب

«نهر الأهرامات».. وجاذبية آينشتاين

حازم بدر

الثلاثاء، 11 يونيو 2024 - 05:05 م

يقوم البحث العلمى على التراكم، فهناك باحثون يضعون الأساس النظرى للعلوم، ثم يأتى آخرون لتحويل النظرية إلى تطبيق، ويخضع التطبيق نفسه لمراحل من التطور.

من هذا المنطلق، لم أفهم السبب وراء حالة الجدل التى آثارها د.زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، حول الدراسة التى توصلت بالأدلة الجيولوجية إلى وصف أبعاد الفرع المنقرض من نهر النيل، الذى تمت تسميته بـ «نهر الأهرامات»، وكان يصل إلى منطقة قريبة من الأهرامات، وتم استخدامه فى نقل حجارة بنائها.

فلم يعترض د.حواس على ما توصلت له الدراسة من نتائج، لكنه قال إن نتائجها كانت موضوعا لدراسات أجراها قبل 40 عاما، وهو ما لم ينكره أصحاب الدراسة أنفسهم، بل إنهم قالوا إن ما تحدث عنه د.حواس بأدلة تاريخية، نجحنا فى إثباته بمزيد من التفصيل بأدلة جيولوجية.

وبدلا من أن يبدى د.حواس سعادته بهذه الدراسة، لتتحول إلى مادة ثرية فى محاضراته حول العالم، باعتبارها تأكيدا جيولوجيا على ما قاله منذ 40 عاما، فوجئنا به يتهم أصحابها بسرقة العلم، وهو ما أعادنى 8 سنوات إلى الخلف عندما منحت جائزة نوبل فى الفيزياء إلى 3 علماء نجحوا فى رصد موجات الجاذبية التى تحدث عنها ألبرت آينشتاين، قبل نحو قرن من الزمان، حيث جاء فى أسباب منحهم الجائزة، أنها جاءت «تكريما لمساهماتهم الحاسمة فى التثبيت العملى للتنبؤات النظرية لآينشتاين قبل مائة عام».

فهل لو كان آينشتاين حيا إلى الآن، كان سينتقد لجنة نوبل التى منحت الجائزة للعلماء الثلاثة؟ .. بالعكس كنت أتصور أنه سيكون سعيدا بأن تنبؤاته النظرية، أصبح لها دليل علمى يؤكدها، وهو ما كنت انتظره من الدكتور حواس.

ولأنى من محبى د.حواس، وأرى أن مشكلتنا هى الافتقاد فى كثير من المجالات لأشخاص بنفس شغفه وحبه لمهنته، فإنى أتمنى لو يراجع موقفه من تلك الدراسة، فالبحث العلمى كما أسلفت قائم على التراكم، وكما لم ينل إنجاز حائزى نوبل من تقدير صاحب النظرية «آلبرت آينشتاين»، فإنى  أتصور أن دراسة «نهر الأهرامات» لم تنل هى الأخرى من انجاز د.حواس ورفاقه.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة