أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

حصل في الإجازة

أحمد عباس

الأحد، 23 يونيو 2024 - 07:48 م

وأهم ما قاله الناصح الأمين أن لا تسمع كل ما يقال وهذا بالضبط ما قررته بينما أقرأ نصائحه..

وبينما نحن غارقون فى التضحية ولحوم الأضحية والملبس والمدهنن، حدثت بعض أمور لم تطرأ على ذهن أحد أن تحدث، الفنان الفلانى الذى يغير سيارته أكثر مما أبدل أنا ملابسى أعلن ويا لهول ما أعلن ان الموسم الرمضاني القادم خال تمامًا من أى عمل له، الخبر صادم جدا لكل المرافقين والمنافقين. المتابعون رأوه ظلمًا كبيرًا يتعرض له الفنان بوازع من فنانين آخرين عملوا له عملا لا ينفك الا على ظهر سمكة برمائية تسيح فى البحر والبر وإلى ربها يومئذ المستقر، أما أنا فرأيته بالون ريح أطلقه الفنان ليعزز شأنه ويشحت بطولة كان موعودا بها، أما عموم الناس فعضت على شفاهها وقالت: أحسن.. ربنا يشفى.

الفنانة المنحوسة أعلن محبوها الغاء حفلها الحاشد فى مدينة عربية كبرى دون ابداء أسباب، بينما هى لاذت بالصمت وبلغت فرار، ثم انقلبت الدنيا رأسا على عقب، الجميع يبحث عنها فى كل مكان صحراء كان أو بستان، وعلت الأصوات تستجديها أن عودى يا فنانة ولا تحرمينا فنك ولا تفتنينا بعدك، ارجعى وكل الأمور تُحل بهدوء وروية وكل شىء بالخناق الا الفن بالاتفاق، ودارت وسائل الاعلام الالكترونى ترجوها فى كل حدب وصوب: لمن تتركين الفن ان لم تكونى فنانة.. من فضلك عودى يا فنانة، واستمر الحال طيلة ايام الاجازة حتى لمحها أحد المعجبين عند حمادة الحلاق جالسة فى انتظار دورها لتجز شعرها جزا.

عاملو النظافة وجمع القمامة كانوا وللحق هذا العام فى أحسن صورة فلم أر أحدا منهم يتعمد التسول أو يمد يده أو عينه والله هذه حقيقة لا سخرية، أحببت جدا عفتهم وتعففهم عن قطع الطريق أمام مواطن أو الوقوف أمام دكان جزارة بينما هو -الجزار- يشفى أضلاع العجل وأفخاذه، بالمناسبة هؤلاء قوم أحبهم جدا وأعلم الصغار حبهم وحياءهم.

آاه أما الفيلم الضخم الذى كسر الدنيا وحطم شباك الايرادات ليحقق أعلى ايرادات فى تاريخ السينمات المحلية والعربية والاقليمية، فقد واصل طلوعه بسرعة الصاروخ الباليستى العابر للقارات، وأنا لم أفهم ما الجديد فى فيلم يتمحور حول مجرمين وقاطعى طرق بعيون خضراء وعسلية، ما القصة التى تستحق أن تتجزأ وما المقنع أو المغرى فى الحدوتة، ولما تساءلت قالوا لى إياك قطع العيش.

الشاب لم يعد شابًا وآثر على نفسه الوصاية بأن ينصح صغار صغار الشباب البنين منهم والبنات بأن يتوقفوا فورا عن الزواج المبكر ويواصلوا العمل ليل نهار ولا يكفوا عن السعى والعمل ١٦ ساعة متواصلة يوميًا دون كلل، وأن يأكلوا الزبادى بالقشدة ويذهبوا للجيم وأهم ما قاله الناصح الأمين فى رسالته الالكترونية الطويلة أن لا تسمع كل ما يقال وهذا بالضبط ما قررته بينما أقرأ نصائحه.

هل هذا فقط هو كل ما جرى فى عشرة أيام! والله لا، وأنا أخجل جدا من ذكر ذلك كله دون أن أروح لأشياء مهمة بل وشديدة الخطورة وبعضها مصيرية لكنها طبيعة اللحظة التى أنا جزء منها ولله الأمر من قبل ومن بعد.

فمثلًا التظاهرات التى تضرب شوارع تل ابيب والتوترات فى جنوب لبنان وشمال اسرائيل وإبحار حاملة الطائرات ايزنهاور من البحر الأحمر للبحر المتوسط بعد مهمة ثمانية أشهر فى البحر فى سابقة هى الأولى لحاملة طائرات أمريكية خارج القطر الأمريكى، وتهديد قوى اقليمية لقبرص، واشتعال جنوب البحر الأحمر بسبب الحوثيين والانذارات الآتية من العراق وغيره وغيره، اذا كنت ترى هذه المسائل كلها مهمة فهى أهم من كل ما سبق، لكن لا تجوز الكتابة عنها نظرا لطبيعة اللحظة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة