محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

الثلاثون من يونيو

محمد بركات

السبت، 29 يونيو 2024 - 05:39 م

فى مثل هذه الأيام منذ أحد عشر عاما كان الحال غير الحال الذى نحن عليه الآن، وكانت مصر غير ما هى عليه اليوم.

كانت موجات الغضب تجتاح النفوس، وعواصف الاحتجاج تفور فى الصدور، رفضا لوجود وتوجهات وأهداف ومنهج الجماعة الفاشية الفاشلة، التى قبضت على رقاب البلاد والعباد، واغتربت بمصر عن طبيعتها طوال عام كامل، من سيطرتها على الحكم ووثوبها على السلطة.

كان صبر الشعب قد نفد وطاقته على الاحتمال قد فرغت، وكان الإصرار على إزاحة الحاكم الفاشل وجماعته الفاشية قد بلغ مداه، وكانت ضرورات ومبررات إبعادهم عن الحكم والسلطة قد أصبحت حتمية، إنقاذا للبلاد والعباد قبل أن تضيع الدولة وتسقط فى غياهب الظلام والمجهول، بعد أن أوشكت على ذلك بالفعل..

من أجل ذلك كله وبسببه كانت مصر فى مثل هذا اليوم «الثلاثين من يونيو ٢٠١٣»، قد حسمت أمرها، وقررت استعادة نفسها واسترجاع حريتها وهويتها، والتخلص من أسر وتسلط حكم المرشد وجماعته التى كانت تقود البلاد إلى الخلف، وتدفع بها إلى ظلمات الجهل والتخلف والاضمحلال..

ووسط مشاعر الرفض لما هو قائم، والإصرار الجمعى على تغيير هذا الواقع بالغ السوء، وفى ظل الخوف الشديد على مصير الوطن ومصائر المواطنين،...، كان الاتفاق التلقائى بين جموع الشعب، بكل فئاته العمرية وتعدد وتنوع مستوياته الاجتماعية، والثقافية والفكرية، على الخروج الشامل والزاحف لكل المصريين لفرض إرادتهم، وتحقيق رغبتهم الجمعية فى الخلاص من الطغمة الحاكمة، إنقاذا للوطن، وأملا فى الحرية والحياة الكريمة والمستقبل الأفضل.

وفى ظل تلك المشاعر الشعبية الجارفة، كانت كل القلوب وجميع الآمال تتطلع إلى جيش الشعب، للوقوف معها وإنفاذ إرادتها وتحقيق أهدافها،...، وكانت ثقة الشعب كله كاملة فى أن الجيش لن يخذل إرادة الأمة ولن يتخلى عن الشعب.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة