جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

بايدن وترامب.. وخريف أمريكا القاسى!!

جلال عارف

السبت، 29 يونيو 2024 - 06:13 م

بغض النظر عن التنافس الانتخابى، فقد كان المشهد فى مناظرة بايدن وترامب كاشفاً لعمق الأزمة التى يمر بها النظام الأمريكى. الدولة الأقوى فى العالم تضع مستقبلها بين قيادة لا تملك إلا ضعفها، وأخرى تتباهى بحماقتها وقدرتها على الكذب والاحتيال«!!» الدولة التى ما زالت تتطلع للاستمرار فى قيادة العالم تبدو وكأنها انفصلت عن عالمها لتعيش انقساماتها وشيخوختها!!

غابت عن المناظرة أى أفكار جديدة، وحضرت الشتائم والاتهامات الشخصية. الأداء الباهت للرئيس بايدن أضاع على الديمقراطيين فرصة توجيه ضربة قاصمة لترامب الذى لم يقدم إلا سيلاً من الأكاذيب والمغالطات والذى رفض التعهد الواضح بقبول نتائج الانتخابات إذا لم تكن فى صالحه. 

خسر بايدن ولم يربح ترامب بعد، فمازالت أمامه شهور صعبة وأحكام قضائية بعضها سيصدر خلال أيام، ومازال فى جعبته حصيلة أربع سنوات من الحكم ربما كانت الأسوأ مطلقاً بالنسبة لكتلة كبيرة من الأمريكيين.

الانزعاج كان سيد الموقف لدى الديمقراطيين ومعظم المستقلين الذين يرفضون ترامب فى كل الحالات. تصاعدت الدعوات لانسحاب بايدن رغم ضيق الوقت والمخاوف من صراعات داخل الحزب الديمقراطى. وحسم بايدن موقفه دون تأخير وقرر الاستمرار فى المعركة مؤكداً مرة أخرى قدرته على هزيمة ترامب. وبدلاً من محاولة إظهار حيوية مفتقدة لجأ إلى أسلوب آخر، اعترف بشيخوخته، لكنه أكد أنه مازال قادرًا على أن يقول الحقيقة وكيف يقوم بمهمته فى الحكم.
بالتأكيد.. المفاجآت لن تتوقف فى هذه الانتخابات التى لا يستطيع أحد الآن ــ وقبل أربعة شهور فقط ــ أن يحدد المتنافسين فيها، الشىء الوحيد الذى ثبتت صحته هو موقف الأغلبية الصامتة التى كانت من البداية تقول إنها تريد انتخابات بلا بايدن ولا ترامب، وأن أمريكا لديها الأفضل من إعادة إنتاج فيلم قديم.. وفاشل!!

السؤال الحقيقى ليس عن بايدن أو ترامب، وإنما عن خريف أمريكا القاسى والصعب عليها وعلى العالم كله!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة