كتاب 44 أصوان "مدينة أسوان في جيل العقاد"
كتاب 44 أصوان "مدينة أسوان في جيل العقاد"


رحيق السطور

«أصوان» أيام العقاد

سمر نور

الأحد، 30 يونيو 2024 - 08:37 م

قادت الصدفة الباحثة والمترجمة د.عائشة خليل عبد الكريم لخوض رحلة استكشاف لمدينة أسوان استمرت أربع سنوات، حيث فوجئت أثناء تصفحها قائمة الدوريات بدار الكتب بقراءة اسم جريدة الصعيد الأقصى التى كان يصدرها جدها لأبيها بأسوان عام 1936 واستمرت حتى 1964، ومن هنا كانت بداية رحلة اختلط فيها الخاص بالعام، وصار تاريخ عائلتها مدخلًا للتعرف على تاريخ مدينة أسوان الاجتماعى فى كتابها «44 أصوان.. مدينة أسوان فى جيل العقاد» الصادر عن دار ديوان للنشر، لتتقصى تاريخ المدينة خلال النصف الأول من القرن العشرين وأثر الاستعمار على التغير التى شهدته المدينة منذ أواخر القرن التاسع عشر، معتمدة على وثائق العائلة، وكذلك وثائق رسمية وكتب ودوريات وتعددات وخرائط، بل وتسجيلات قديمة مع العقاد، وتسجيلات مع مصادر من أسوان تشهد على تغيرات المدينة، و«أصوان» كما توضح الباحثة هو رسم اسم المدينة فى أوائل القرن العشرين، الذى تغير وخفف بعد ذلك إلى «أسوان»، أما 44 فهو رقم هاتف جدها، بل وقسمت كل فصل إلى أربعة أجزاء، لأن جدها كان لديه أربعة خطوط تحت نفس الرقم. 

تبدأ الباحثة بفصلٍ عن أسوان فى أواخر القرن التاسع عشر ثم فى فصل بعنوان «الأصولية» توضح التركيبة السكانية للمدينة قبل الاحتلال البريطانى وبعده، وتوضح أصل أهل أسوان «الأصولية» وكذلك تقدم إلى لعائلتها وطبيعة حياة جدتها الكبرى ونساء الطبقة المتوسطة، وتحت عنوان «استعمار أسوان» ترصد بناء خزان أسوان لأسباب استعمارية وما تَرتب على ذلك، وتحت عنوان « تغيرات مدينة» تحكى عن الثابت والمتغير تحت وطأة الاحتلال وتركز على تعليم الفتيات فى أسوان آنذاك، فى فصل آخر تتحدث عن أعلام وأسماء الشوارع كما تركز فى فصل على العمارة المحلية بأسوان وتأثير البيئة والمناخ، ثم تأثير الاستعمار الحضارى على المدينة وعمارتها، وظهور المرافق العامة من إنارة ومياه وصرف صحى ونظافة المدينة، وفى فصل آخر تتحدث عن العائلة الممتدة من أنساب وصلة رحم ومفهوم كبير العائلة وأسباب زواج الأقارب، ثم تعود للحديث عن بيت جدها وجدتها ومفهوم الأم الكبرى والدرة المصونة ومطبخ البيت، ثم تفرد فصلًا للحديث عن «الطابونة» وخيراتها وأهميتها فى كل بيت بأسوان، وفصل آخر تحت عنوان «فى مطبخ الأصولية» كما تَفرد مساحة للحديث عن تربية الحيوانات والخياطة وإعادة تدوير المواد الطبيعية بالبيت، وعرجت فى عددٍ من الفصول إلى طقوس الأفراح والميلاد والموت والممارسات الشعبية ووسائل الاتصال والتواصل والمفردات التى اندثرت مع الحداثة. لتنتهى إلى الحكى عن جدها من جديد وأخوالها وخالتها والتعليم، ثم السد العالى، والمدينة فى أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين.. رصدت الباحثة طبيعة المجتمع وتغيراته عبر ما هو شخصى وما هو عام، واستطاعت الإمساك بلقطات حية من مدينة سياحية عظيمة كان لها تبدلات عدة مع دورات التاريخ المختلفة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة