الكاتب عصام الزيات
الكاتب عصام الزيات


صاحب «كلب القوس قزح»: المهمشون هم أبطالي المفضلون

سيد علي

الأحد، 30 يونيو 2024 - 08:39 م

«يعيش «السيد» حياة استثنائية بعد صدفة، تأخذه إلى أكثر المواقف غرابة، أن يحضر جلسة قضائية تثبت وفاته بشهادة أبنائه رغم أنه حىٌ يُرزق، وكيف أنه بعد أن دارت الحياة دورتها القاسية، يصير عجوزًا غريب الهيئة مُلقى بأحد المستشفيات الحكومية دون أن يعرف أحدٌ أى معلومة عن حياته، تجمعه غرفة فقيرة مع صيَّاد متقاعد يحاول الانتحار كى يُريح أسرته من تكاليف علاجه»، فى رواية «الكلب الذى رأى قوس قزح»، أول الأعمال الأدبية للطبيب عصام الزيات، والصادرة عن دار دوّن للنشر، حكاية شجية عن محطات الحياة وغوايتها التى تلهو بأصحاب الأحلام المشروعة، وتعبث بمصائر الجميع دون حدٍّ أقصى للتوقعات الصادمة. 

عن بداية الكتابة والتساؤلات والصعوبات التى واجهته، يقول «عصام»: لا يمكن الإمساك بتلك اللحظة تحديدًا، أو نقطة البداية التى عندها تفجّر كل شىء، الأمر أشبه بدائرة كل نقطة فيها هى بداية، لكن ربما كان مؤذيًا لى ما حدث خلال فترة الكورونا؛ حيث يموت الناس بالآلاف ويصبحون رقمًا فى خانة؛ فأردت أن أقول إن كل قصة من هؤلاء الآلاف تساوى حياةً كاملة تستحق أن تُروى، ولمّا كان من الصعب سرد حياة شخص حقيقى، لاعتبارات أخلاقية، بدأت فى اختلاق شخصيات الرواية، أمّا الصعوبات، فأبرزها الالتزام بكتابةٍ مستمرة لفترة طويلة كى يتراكم النص تباعًا، ثم الشعور بأنك تظلم القصّة لأنك مَن تكتبها، وأن العمل إمّا بحاجة لكاتب غيرك يكتبه، أو عليك الانتظار سنوات إضافية كى تصبح أنت ككاتب أكثر نضجًا لتكتب العمل بصورة أفضل، لكن قررت أن أستمر فى الكتابة، وليكن ما يكون.

 الأقرب للقلب 

وعن علاقته بأبطال روايته، وأقربهم إلى قلبه، يؤكد: كلهم أقرب لقلبى، هو شعورٌ أشبه بشعور الأب تجاه أولاده، يحبهم كلهم، قد يميل لواحد منهم فى لحظةٍ ما، لكنه يعود لحالة التوازن مرة أخرى، وفى الرواية كل الشخصيات فيها جوانب إيجابية وسلبيّة، خير وشر، بالتالى كان واجبًا ألا تتورط عاطفيًا مع أى شخصية كى يظل ميزان رسمها مضبوطًا، وإن كان لا بد من الاختيار، فسأختار صفيّة أم السيد، أميل نفسيًا للأشخاص الذين يوجدون فى هامش الأحداث، ولا يهتمون بأن يزحفوا نحو المركز، يكفيهم أنهم يؤدون رسالتهم، ويعيشون يومهم بقلب مطمئن، رغم أنهم فى الحقيقة من أبرز مُحركيّ الأحداث، لكن ذلك لا يشغلهم أيضًا.. ويصف الطبيب عصام الزيات مشاعره بعد الانتهاء من كتابة روايته الأولى، واقتراب صدورها كأول لقاء مباشر مع القراء، قائلًا: بصدقٍ لم أكن أتوقع شيئًا، هذا عمل وسط آلاف من الأعمال الأولى، وكان من المريح تصور أن أحدًا لن يغامر بقراءة العمل الأول، لكن بعد أن رأيت عناية «دار دوّن» بالعمل واهتمامهم بإخراجه وتسويقه، بدأت أتوتر وأرجو أن ينال العمل حظًا معقولًا من القراءة كى يكافئ تعبهم، لكن لو حذفنا الدار من المعادلة، سيظل هناك شعور مختلط، تتمنى أن ينال العمل حظًا من القراءة، لأن لا أحد يحب ألا يُقرأ ما كتبه، وفى نفس الوقت تتمنى العكس، كى تستطيع الاستمرار فى ممارسة الكتابة متخففًا من ثِقل ذم أو مدح العمل السابق.

وفى النهاية يلقى «عصام» الضوء على ملامح عمله الروائى المقبل، بأنه «عمل يدور بالتبادل مكانيًا بين قرية ريفية وعِزبة بصعيد مصر، عن شخصين جمعتهما الظروف معًا، فصارا صديقين، كلاهما يحاول حل مشاكله الأسرية، أو الهرب منها أحيانًا، لكن صداقتهما ستورطهما فى مشكلة أكبر، قد تقضى على حياتهما وحياة الأسرتين».

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة