ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

مفخرة العرب

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 07 أكتوبر 2022 - 05:19 م

 

تحتفل الأمة المصرية والعربية هذا الشهر بذكرى انتصارات حرب اكتوبر المجيدة التى مازالت استراتيجياتها تٌدرس فى الكليات العسكرية، وأحداثها تٌلهم عشرات الكٌتّاب حول العالم.

وفى رأيى ان سر عظمة هذه الحرب واستمرار وهجها حتى يومنا هذا، ليس الانتصارات العسكرية، ولكن فيما حققته من مكاسب متعددة على كافة الأصعدة. فعلى المستوى المحلى استعادت حرب اكتوبر كرامة مصر التى أهدرت فى حرب 67 وأعادت للشعب ثقته فى نفسه وصالحته على قيادته. وعلى المستوى الخارجى محت الحرب الصورة النمطية لخنوع العرب وضعفهم وكانت سبباً فى توحد العرب وتكاتفهم الذى بلغ أوجه بالقرار العربى بحظر تصدير النفط للغرب للضغط على اسرائيل ومن يدعمها. 

على المستوى السياسى، مكنّت الحرب الرئيس الراحل أنور السادات من الجلوس «رأساً برأس» على مائدة التفاوض مع اسرائيل لينجح فى استرداد كامل الاراضى المصرية بعد توقيعه لأحد أهم اتفاقيات السلام فى التاريخ الحديث. كذلك لا ننسى انه بعد هذه الحرب تغيرت خريطة التحالفات فى المنطقة، حيث انضمت مصر لقائمة حلفاء واشنطن وأصبحت ثانى اكبر متلق للمساعدات الامريكية فى الشرق الأوسط بعد تل ابيب. 

ولمن ما زال يشكك ولا يرى فى كل هذا انتصارا أذكره بالأساطير الزائفة التى حطمتها حرب اكتوبر، بداية من أسطورة خط بارليف الحصين الذى حطمه الجندى المصرى بخراطيم مياه النيل، مروراً بأسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُقهر، وانقهر فى 6 ساعات، وانتهاء بأسطورة المخابرات الامريكية الخارقة التى مثلت حرب اكتوبر احد اكبر الاخفاقات فى تاريخها، كما يعترف الاعلام الامريكى نفسه، وذلك بعد ان فشلت فى رصد ارهاصات واحدة من أهم وأكبر حروب العصر الحديث. 

ان ما حققته مصر من انتصار هو الاكبر وربما الأوحد على «اسرائيل ومن خلفها امريكا»، واستردادها للأرض والكرامة والهيبة رغم انها كانت مازالت تنزف من جراح 67، واقتصادها فى حالة متردية، لمفخرة.. ليس للمصريين فقط بل لكل العرب.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة