النائب علاء عابد
النائب علاء عابد


إسرائيل والصهيونية العالمية

أخبار اليوم

الجمعة، 17 نوفمبر 2023 - 08:35 م

ماذا تعني كلمة «أنت صهيوني»؟ 

هذه الكلمة كنا نسمعها على سبيل السب العلنى ولكنها على العكس من ذلك فى الغرب، حيث تُقال على سبيل المدح.

وحين زار الرئيس الأمريكى جو بايدن إسرائيل خاطبه رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق يائير لبيد قائلاً: «ذات مرة عرّفت نفسك بأنك صهيونى، وأنت على حق، فأنت صهيونى قوي!

يقول المؤرخون إن كلمة «صهيوني» العبرية مأخوذة من تسمية «جبل صهيون» وقد وردت تلك الكلمة لأول مرة فى سفر «إشعياء» أحد أسفار العهد القديم، وذلك فى معرض الحديث عن المنطقة التى كان يحكمها النبى داود، ومن بعده ابنه النبى سليمان، عليهما السلام.

وفى عام 1890، صاغ المفكر النمساوى اليهودى ناتان بيرنباوم مصطلح «صهيوني» لوصف حركة «أحباء صهيون» التى نشأت فى روسيا سنة 1881، للدفاع عن اليهود بعد تعرضهم لعمليات تهجير إلى دولة أوروبا الشرقية، إثر قيامهم بأعمال شغب وسرقه وسلب ونهب وقتها ضد حكم الإمبراطورية الروسية. 

وسرعان ما تحولت الصهيونية إلى حركة سياسية، لا علاقة لها بالديانة اليهودية سوى أن مؤسسيها يهود. وانتشرت وسط وشرق قارة أوروبا داعية اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين، بدعوى أنها «أرض الميعاد» لـ«شعب الله المختار»!

وشهدت الحركة الصهيونية العالمية تطوراً مفصلياً فقد رفضت الحركة بذلك فكرة اندماجهم فى المجتمعات الأخرى، سعياً للتحرر من «معاداة السامية»، ومن الاضطهاد الذى وقع عليهم فى الشتات.

والحقيقة أن الصهيونية العالمية هى اختراع أوروبى، للتخلص من اليهود وإبعادهم إلى فلسطين. ولم يكن الهدف من «وعد بلفور» عام 1917، سوى إزاحة الجاليات اليهودية من أوروبا، لذلك من الطبيعى أن تدافع أوروبا عن بقائهم فى فلسطين!

واستطاعت الحركة الصهيونية، بمساعدة مليارديرات يهود من بريطانيا والولايات المتحدة، أن تحقق ثانى إنجاز لها، بعد «وعد بلفور»، وهو إقامة وطن قومى لليهود، أسسته عصابات صهيونية ومجموعات مسلحة، من المغامرين والمهاجرين وشُذاذ الآفاق.

وعلى نقيض الدعم الغربى لفكرة دولة إسرائيل، التى اخترعها قادة الصهاينة فإن بعض المفكرين الأوروبيين المنصفين يردون الفكرة الصهيونية، ويؤكدون أنها شكل من أشكال الاستعمار الكولونيالى التقليدى، الذى انتهى من جميع أنحاء العالم باستثناء فلسطين.

والحقيقه انه تختلف دوافع رفض الصهيونية، بين رفض مشروعها الدولى فى فلسطين بوصفه مشروعاً استعماريا، ورفضها فى أوساط اليهود العلمانيين الذين فضّلوا الاندماج فى مجتمعات الشتات، ورفضوا ربط الهوية اليهودية بأى بُعد سياسى أو قومي.

والآن، يعلم جنود جيش الاحتلال الذين يرتكبون المذابح فى غزة منذ نحو 40 يوماً، أنهم ليسوا جيشاً واحداً أبدا، بل هم من شتات العالم، وينطبق عليهم التعبير القرآنى الإعجازى «تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى!

ويدعم ذلك الشعور أن لديهم عنصرية داخلية بين يهود أوروبا الغربية الذى يُطلق عليهم «الأشكناز»، ويهود أوروبا الشرقية وأفريقيا «السفرديم»، كما أن الجندى الإسرائيلى يعلم جيداً أنه مغتصب محتل، وصاحب قضية خاسرة.

ومهما حدث، سوف ينتصر الشعب الفلسطينى بالمقاومة لأن الخطة الحالية هى إزاحته مما تبقى من أراضيه لإقامة دولة «إسرائيل الكبرى». 

ولكن هذه المخططات الشيطانية لن تتحقق بإذن الله، فالأمور بعد «طوفان الأقصى» الباسلة لم تعد كما كانت قبله، إذ أصبحت إسرائيل كياناً طاردا للسكان بعد أن كانت جاذبة للمهاجرين: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة