النائب علاء عابد
النائب علاء عابد


مصر لا تعرف «حسابات المصالح»

أخبار اليوم

الجمعة، 24 نوفمبر 2023 - 08:00 م

بقلم: النائب علاء عابد

سجلت مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، موقفاً تاريخياً من العدوان الإسرائيلي الغاشم على إخواننا الفلسطينيين، وهو موقف عروبي أصيل يؤكد أن مصر مازالت على عهدها مع قضية فلسطين.

وأقوى دليل على ذلك تأكيد الرئيس السيسي أن القضية الفلسطينية على «رأس الأولويات المصرية»، وتشديده على ضرورة التوصل إلى حل نهائى يحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ولم يسجل الرئيس بهذا التوجه التاريخى موقفاً قومياً وإنسانيا من المأساة الفلسطينية فحسب، بل نجح أيضاً فى إعادة الدور المحورى لمصر فى المنطقة والعالم.

ولا جدال أن نجاح الجهود المصرية فى التوصل إلى تنفيذ «هدنة إنسانية» فى غزة، واتفاقية لتبادل عدد من الأسرى، هو تكليل للدور المصرى الذى قام به الرئيس السيسى، حين تبنى القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى، وأكدت أفعاله - قبل أقواله- ثباته على موقفه من قضية التهجير القسرى للأشقاء الفلسطينيين، ومحاولات تصفية القضية.

لقد حرر الجيش المصرى الذى قاده صلاح الدين الأيوبى فلسطين من الصليبيين فى العصور الوسطى، ثم جرت فى النهر مياه كثيرة حتى وقعت نكبة عام 1948، فتحملت مصر أعباء عسكرية وتحديات اقتصادية كبيرة، وقدمت أكثر من مائة ألف شهيد ومائتى ألف جريح، خلال حروبها مع إسرائيل من أجل فلسطين.

ولقد أكد الرئيس السيسى، فى مناسبات عدة، أهمية تحقيق السلام العادل والشامل، وضمان الأمن المستدام لمنطقة الشرق الأوسط التى تعيش فى أتون الحروب والنزاعات العسكرية منذ 75 عامًا، وأن ذلك لن يتم إلا عبر تسوية حقيقية قائمة على حقن دماء الفلسطينيين، بعيداً عن مخططات «تصفير» القضية الفلسطينية، وهو جوهر الموقف المصرى المبدئى من القضية الفلسطينية.

لذلك، حرصت مصر على أن تكون تحركاتها معلنة، وأن تجرى هذه التحركات ذات البعد الاستراتيجى من خلال منظومة تنسيق جيدة مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، حتى لا يتم التحرك المصرى بمعزل عن أى تحركات أخرى، فمصر تتحرك دائماً فى هذه القضية من منطلق وطنى وعربي.

ولأن المأساة مازالت مستمرة، فمن حقنا، نحن العرب والمسلمين، أن نتساءل: أين «الضمير العالمي» مما يحدث من مذابح دموية فى غزة، وأين كل المسميات الكبيرة التى يصدّعنا بها الغرب ليل نهار، والقانون الدولى الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، والإعلان العالمى لحقوق الإنسان؟

وهل تظهر هذه المسميات حين تندلع الحرب فى أوكرانيا، فيتباكى العالم على الضحايا من المدنيين الأوكران، لكنها تختفى عندما تُرتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية فى غزة؟!

تلك التساؤلات المشروعة، لخّصها الرئيس السيسي فى خطابه أمام حضور «قمة القاهرة للسلام» حين قال: «إننى أتساءل، بصراحة: أين قيم الحضارة الإنسانية التى شيّدناها على امتداد الألفيات والقرون، أين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة؟».

وفي حين تصمت معظم دول العالم «المتحضر»، ومنظمات حقوق الإنسان عما يحدث فى غزة، تتواصل في عواصم كبرى المظاهرات المؤيدة لحق الفلسطينيين فى الحياة، بعد أن اكتفى الرأى العام العالمى من الأكاذيب، ورفع صوته ألما وحزناً على مصائر الأطفال والنساء الذين يُدفنون تحت الأنقاض فى غزة، بلا ذنب أو جريرة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة