كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وما الحرب إلا مسرح كبير!

كرم جبر

الأحد، 26 مايو 2024 - 07:18 م

أمريكا تعتبر ما حدث لها فى 11 سبتمبر 2001، يشبه هجوم 7 أكتوبر 2023 فى إسرائيل رغم الاختلافات الكبيرة، وتبرر الانتقام الوحشى من الشعب الفلسطينى بما فعلته حماس.. امريكا دمرت أفغانستان والعراق، واسرائيل تستكمل تدمير غزة بأسلحة أمريكية.


سبتمبر لم يكن يوماً أسود على أمريكا فقط، بل على العرب والمسلمين، فقد كان «جورج دبليو بوش» الذى تولى الحكم قبل تسعة شهور، مشدوداً لإحياء برنامج «حرب النجوم» أو «القوة تستيقظ»، الذى أنشأه الرئيس ريجان سنة 1983، لمواجهة الخطر السوفيتى، وخصص له 26 مليار دولار، وتوقف بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.


وتفوق الخداع فى هدم برجى التجارة، على الخيال السينمائى لـ«جورج لوكاس» أستاذ إخراج الحيل السينمائية فى أفلام هوليوود، وأخذت أمريكا علقة ساخنة على أيدى بن لادن وتنظيم القاعدة، وهرول «جى دبليو بوش» الى غرفة محصنة تحت الأرض خوفا على حياته.
وقررت أمريكا أن تفتح بوابة جهنم على من حاولوا تدميرها، باعتقال آلاف الأشخاص من أصول شرق أوسطية، وأصدرت قانون «باتريوت» الذى يمنح الإدارة سلطات غير محدودة فى الاعتقال والتنصت، دون اتباع إجراءات قانونية.


وفتح الكونجرس خزائنه ومنح الرئيس الأمريكى 40 مليار دولار، دفعة أولى لحملة الحرب ضد الإرهاب، وتبلورت فكرة «محور الشر» فى أفغانستان والعراق وإيران، وأصبحت هدفاً ثابتاً فى الحرب العالمية الجديدة.


وتعيش منطقة الشرق الأوسط منذ ذلك الوقت ويلات الإرهاب والانتقام، وانقلبت نظريات الأمن القومى الأمريكى رأساً على عقب، وترسخ معتقد أن نهاية أمريكا تأتى من الشرق الأوسط، على أيدى العرب والمسلمين أو من أسماهم بوش الابن الإرهابيين «أعداء البشرية والإنسانية والحضارة والتقدم»، والقضاء عليهم لا يتطلب حرب النجوم وأشعة الموت بل إفناءهم ذاتياً، وأن يقتل بعضهم بعضا.


عجزت برامج الدفاع الاستراتيجى الامريكية عن مواجهة بوسائل بدائية لم تكن فى الحسبان، ولا ينفع معها برنامج ريجان لحرب النجوم، الذى يعتمد على خياله السينمائى باعتباره ممثلاً قديماً، وسارت وراءه هوليوود بإنتاج عشرات الأفلام عن كائنات النجوم الغامضة، حققت معدلات جمهور بالملايين وإيرادات بالمليارات، غير مسبوقة فى تاريخ السينما الأمريكية.
ونفس الأمر فى «طوفان الاقصى» وطورت حماس وسائل هجوم بدائية مقارنة بالقبة الصاروخية والانظمة الدفاعية الاسرائيلية المضادة للصواريخ الباليستية وغيرها، واستيقظت إسرائيل على كابوس ثقيل مثل الذى افاقت عليه أمريكا.
ولكن شتان بين الحادثين رغم اصرار امريكا واسرائيل على انهما صورة طبق الأصل، فعندما ذهب «تنظيم القاعدة» لضرب أمريكا فى عقر دارها، لم يكن لعناصره وطن محتل يسعون الى تحريره بالكفاح المسلح، بل هم انفسهم عملاء أمريكا الذين دربتهم فى جبال افغانستان للحرب ضد السوفيت.. حضّرت العفريت ولم تستطع صرفه، وما الحروب إلا مسرح كبير.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة