رفعت رشاد
رفعت رشاد


يوميات الاخبار

علامة فارقة فى العلوم السياسية

رفعت رشاد

الأربعاء، 05 يونيو 2024 - 06:58 م

مقابل قساة القلوب الذين يؤذون الحيوانات هناك رحيمون أكثر منهم يعطفون عليها

منذ فترة تزيد على 28 عامًا نظمت ندوة بعنوان «كيف تدير حملة انتخابية»، كان المتحدثون فى الندوة التى استمرت عدة أيام المذيع المشهور الراحل محمود سلطان ود.محمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشورى ود.قدرى حفنى أستاذ علم النفس الإعلامى.. ود.على الدين هلال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. فى تلك الندوة تمتع الشباب بالاستماع لخبرات هؤلاء العمالقة، كلٍ فى مجاله، ومن هنا بدأت علاقتى بالدكتور على الدين هلال أحد أهم وأشهر أساتذة العلوم السياسية فى الوطن العربى.

منذ ذلك الوقت صارت علاقة بينى وبين د.علي، تواصلت بعد أن قام بإنشاء قسم الدراسات العليا للشئون البرلمانية وكنت أحد أوائل الذين التحقوا به لدراسة ما يرتبط بالبرلمان كتاريخ ونظم تشكيل ونظم انتخاب.

تواصلت علاقتى بالدكتور هلال بعد أن رشحنى أمينًا لإعلام الحزب الوطنى بالقاهرة بصفته أمينًا للإعلام بالأمانة العامة للحزب وهو ما أتاح لى التواصل معه على مدى خمس سنوات 2006 - 2011 بصورة مباشرة ويومية وكان ذلك بمثابة فرصة للتعرف عن قرب على شخصيته كعالم بارز فى العلوم السياسية والتحليل السياسى وسياسى ممارس منذ أن بدأ مع الرعيل الأول فى منظمة الشباب الاشتراكى فترة تأسيسها فى الستينات وهى الفترة التى شهدت تخرجه فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وتعيينه معيدا بالكلية وتبع ذلك سفره إلى كندا للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه عامى 1968 و1973. 

شغل د.على الدين هلال الكثير من المناصب الأكاديمية والسياسية، أمين عام المجلس الأعلى للجامعات وعميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ووزير الشباب وأمين الإعلام بالحزب الوطنى وغيرها من المواقع التى ساهم من خلالها فى تعميق الثقافة السياسية لدى الشباب خاصة. 

فى عام 2010 كان د.على الدين هلال ضحية الإهمال والفشل الرياضى والإدارى عندما لم تتمكن مصر من تنظيم أول مسابقة لكأس العالم فى أفريقيا ولم تحصل على أى نقطة إيجابية فى تقييم لجان الاتحاد الدولى لكرة القدم. كنت شاهدا فى اجتماع لجنة الشباب بالمجلس على المؤامرة التى تمت لتحميله مسئولية فشلنا فى تنظيم المونديال. هاجمه مسئولون رسميون كانوا على علم بأنه غير مسئول مسئولية كاملة عما حدث، فلم يكن مسئولا عن عدم لياقة الملاعب والطرق وأزمة المرور وغيرها مما احتسبته لجان فيفا سلبا فى الملف المصرى. وسدد د.هلال ثمن فشل الآخرين رغم علم الجميع ببراءته من ذلك الفشل. 

أصدر الدكتور على العديد من الكتب السياسية عن النظام الإقليمى العربى وعن النظام السياسى المصرى كما أشرف على ما يزيد على مائة رسالة دكتوراة وماجستير. مؤخرا تواصلت معه وقلت له إن على الدين هلال كان وزيرا، لكن اسمه كعالم فى مجال السياسة أكبر من منصب الوزير، وأكد على كلامى معتزا بكونه عالما وأستاذا فى مجال أحبه وتعمق فى دراسته وتدريسه. تمنياتى لأستاذنا الكبير على الدين هلال بطول العمر ودوام الصحة.  

شخصيات من أخبار اليوم

فى بدايات مسيرتى المهنية بأخبار اليوم منذ 40 عاما عرفت شخصيات لم أنسها فى مختلف إدارات المؤسسة سواء من الصحفيين أو الإداريين أو العمال.

كنت أتخبط بين المكاتب طالبا معلومات أو مقابلة مع أحدهم وكان هناك من يستقبلنى ويعاوننى على أداء مهمتى الصحفية. فى الأرشيف كانت الأستاذة سميحة بمثابة أم رؤوم لنا تحنو علينا وتلبى طلباتنا كمحررين تحت التمرين وترحب بنا فى  قسم الأرشيف وتساعدنا على البحث عما نحتاجه من ملفات ومعلومات.

وكان فى نفس القسم الأستاذ محمود سعد الدين كمبيوتر الأرشيف الذى يحفظ موضع ومحتوى كل ملف ولا أحد يجهد نفسه بالبحث عن ملف فى وجود الأستاذ محمود والأستاذ جمال طيب القلب الذى كانت صحبته تروق لي. والأستاذ رأفت عزب ومن الجيل الأحدث محمود كربل . لم نكن نستغنى عن الأرشيف لذلك كانت مساعدة هؤلاء الأساتذة ضرورية وكانوا لا يبخلون بالمساعدة وكانوا خير عون فى بداياتنا لتوفير المعلومات والبيانات.

فى المكتبة كانت الأستاذة عايدة مديرة المكتبة شخصية عطوفة ترحب بنا وتساعدنا على قضاء مصلحة العمل وتفتح أمامنا أسرار المكتبة العامرة بكل عناوين الكتب الحديثة وكذلك الأستاذ عبد المحسن والأستاذ عبد المطلب وبعدهم من جيل لاحق الأستاذة فايزة عاشور.

وكانت المكتبة وستظل بؤرة تنوير فى المؤسسة تساعد فى تثقيف الزملاء وتقدم لهم ما يحتاجون من كتب ومن مجلدات الصحف المحفوظة بها كما توفر فرص الاستعارة لمن يرغب. 

كان هناك شخصيات فى الاستقبال بمدخل المؤسسة مثل فتحى عزقولة وغيره وكانوا على قدر كبير من الأدب والتهذيب فى التعامل مع الكبير والصغير وقد ورثت الأجيال الحديثة منهم تلك السمات الراقية.

كان هناك من الشخصيات فى مجال الخدمات يتعاملون بكرامة وكاريزما متقمصين روح أخبار اليوم القوية. 
مر بنا هؤلاء وهؤلاء ومررنا بهم وفات من الزمن الكثير لكنى لا أنساهم وأتذكرهم كما أتذكر كل ما مررت به فى أخبار اليوم التى بدأت حياتى المهنية فيها منذ 40 عاما بالتمام والكمال.

سيدات رحيمات

حكايات محبة الحيوان والرفق به لا حصر لها. مقابل قساة القلوب الذين يؤذون الحيوانات هناك رحيمون أكثر منهم يعطفون عليها. فى منطقة سكنى فى شبرا أصادف شابة اسمها «رنا» تتجول مساء حاملة شنطتين مليئتين بقطع الدجاج المتبقية كالأجنحة وغيرها توزعها على الكلاب فى الشوارع وهى عارفة بأماكن تجمعاتها وصفات كل منها وأجدها تقبل عليها مرحبة بها بهز أذيالها بعد جوع يوم طويل خاصة أن المنطقة تخلو إلى حد ما من القمامة. 

بعد أن كتبت مقالا عن مشكلة كلاب يقيدونها فى منطقة موقف عبود بدون مبرر ويحرمونها من الطعام، وجدت اتصالا من السيدة دينا ذو الفقار المدافعة المشهورة عن الكلاب والتى تساهم بجهد كبير فى إنقاذها وإطعامها وإسكانها، بل تساهم فيما يصدر من تشريعات لحماية الحيوانات. من خلال التواصل معها عرفتنى على الدكتورة نعمة عارف مدير عام المجازر والصحة العامة بمديرية الطب البيطرى بالقاهرة التى سارعت بالاستجابة لما كتبته عن الكلاب المقيدة. 

من خلال السيدة دينا عرفت السيدة نبيلة حسين التى استأجرت شقة وخصصتها لضيافة القطط فاقدة الرعاية والتى تحتاج إلى طعام أو علاج وتتحمل الأعباء المالية الباهظة لما تقوم به. كما تواصلت مع الزميلة الصحفية الأستاذة منى الشيخ التى لا تتوانى فى السعى لإطعام الكلاب والقطط فى الشارع وعلاجها إذا ما تطلب الأمر. 

هؤلاء السيدات وغيرهن يتكاتفن لإنقاذ الحيوانات ويبذلن الغالى والرخيص لأجل تخفيف آلامها وتوفير الطعام لها. لكن هذا وحده لا يكفى فنشاط الرفق بالحيوان يجب أن يتسع ليضم آخرين وأخريات يساهمون فى تخفيف وطأة الحياة على كائنات عجماء لا تنطق ولا تعبر عن نفسها أو عن احتياجاتها.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة