حسام محمود فهمي
حسام محمود فهمي


شجون جامعية

تطويرُ مجاميعِ الثانوية العامة

الأخبار

الثلاثاء، 07 سبتمبر 2021 - 06:02 م

بقم/ د.حسام محمود فهمي

أُعلِنَت نتيجةُ الثانويةِ العامةِ، ووَضُحَ اِنخفاضُ شرائحِ المجاميعِ عن الأعوامِ الماضيةِ؛ اِختفَت المجاميعُ التى فاضَت عن الدرجةِ النهائيةِ والتى ألبسَت الطلابَ ثيابَ عبقريٍة خادعةٍ. وعلى الرَغمِ من اِنخفاضِ المجاميعِ فإن علاماتِ اِستفهامٍ رُفِعَت لِارتفاعِ نتائجِ بعض المدارسِ خاصةً فى الأقاليم. من الطبيعى إذن أن تنخفضَ الحدودُ الدنيا للقبول بالكلياتِ على ألا تكون سببًا لتقليلِ أعدادِ المقبولين منهم بجامعاتِ الحكومةِ. لكن ما مصيرُ عشراتِ الآلافِ من المجاميعِ المنخفضةِ؟

عظيم، تَمَ تطويرُ شكلِ هرمِ النتائجِ، لكن هل لحَقَ التطويرُ المناهجَ والاِختباراتِ والمدارسَ والمدرسين والبنيةَ التحتيةَ من خطوطِ اِتصالاتِ بالإنترنت وفصولٍ ودوراتِ مياه؟ الواقعُ أن معاناةَ الطلابِ وأسرِهم طوال العامِ تشهدُ بأن التطويرَ عنها بعيدٌ. التعليمُ على أى مستوى، مدارس أو جامعات، يستحيلُ أن يكونَ إلكترونيًا فقط، أى عن بعد إلا لضرورةٍ فرضَها فيروس كورونا. ماذا بعد كورونا، هل سيتحسنُ الحالُ، قطعًا لا. 

التابلت ضرورى ومفيد، لكن لا غنى عن الكتابِ، وإلا ستندثرُ عادةُ ومتعةِ القراءةِ والبحثِ فى المكتباتِ، سيضمَحلُ الأدبُ والثقافةُ. أما عن الاِختباراتِ بنظامِ الاِختياراتِ المُتعددةِ والصوابِ والخطأ فقد أنتَجَت هذا العامَ طلابًا لا يعرفون لماذا اِختاروا إجابةً بعينِها ولا يستطيعون صياغةَ موضوع تعبيرى ولا حتى تركيبَ جملةٍ. وإذا كانت النتائجُ قد أُعلِنَت فى زمنٍ معقولٍ لأن التصحيحَ الإليكترونى بالماسحاتِ الضوئيةِ يُعطى نتائجًا سريعةً، فهل يُمكنُ معرفةُ كيف هو خَطِ الطالبِ وترتيبُ أفكارِه؟ من المؤكدِ لا، كم سيكونُ مؤسفًا المعاناةُ والتعجبُ من نبشِ الفراخ والعشوائيةِ على كلِ ورقةٍ عند الخروجِ للتعليمِ الجامعى ولسوقِ الحياةِ والعملِ.
 بمنأى عن المُجَمِلين والمُتَجمِلين، أى تطويرٍ ليسَ وزيرًا ولا لجنةً، إنما حوارٌ وتوافقٌ مجتمعى؛ النقدُ ليس تربصًا ولا تصيدًا ولا غيرةً لكنه للوصولِ إلى الأكثرِ ملاءمةً. 

المجاميعُ تطورَ شكلُها، لكن ماذا عن الثانويةِ العامةِ؟؟
أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة