د. علاء الجرايحي محلب
د. علاء الجرايحي محلب


بقلم: د. علاء الجرايحي محلب: احذروا فصيل كل الموائد

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 05 مايو 2023 - 06:51 م

لا تتعجَّبوا إذا وجدتم غوغاء القوم ومنافقيهم معكم وقت القوة فقط، يُقبِّلون الأيادى، وينشدون لكم الأغانى، ويُؤلِّفون فى أعمالكم وأقوالكم شعرًا، ويُردِّدون على مسامع الجميع أبيات التبجيل فيكم، ما دمتم تُطعمون أفواههم التى لا تشبع أبدًا.

ولو حدث يومًا ونسيتم إطعامهم لظروف ما مررتم بها، أو أصابكم صائبٌ واستكنتم لوقتٍ دون إعطائهم، أو وضعتم بين أيديهم ما لم يُعجب أمعاءهم المُنتفخة التى تعوَّدت على الكثير الثمين، فسرعان ما يتحوَّلون ويظهر معدنهم القبيح على حقيقته، فمن عذب الكلام عنكم إلى سيئ القول، ومن سداده ورُشده، لميوعه وهرطقته، ومن الانحياز الدائم لكم، لحُراس العدالة وجلّادى الحدود لكل ما هو ضدكم، فيُصبحون قضاة منصات يحكمون على أفعالكم وأعمالكم، فلا تندهشون !!.

لقد كانوا من البداية فارغى القلوب من الدِّين والحُب والمودَّة والتربية والوطنية.. كان هدفهم الوحيد هو الجنيه، الجنيه وفقط، تلك العُملة التى تُشبع غرائزهم الجامحة، وتملأ كروشهم الواسعة، ومهما نالوا أو تناولوا لا تمتلئ بطونهم ولا تسترح عقولهم وتنضج، أعماهم السواد الأعظم الذى يُخيِّم على وجوههم ويتغلغل فى صدورهم، ويجعل كل أعمالهم وأقوالهم القذرة لها مُبررات، فتارةً تراهم شيوخًا، وتارةً تراهم رهبانًا، وثالثة تراهم مُتلونين كحرباءٍ تعيش فى كل الأوساط تُغيِّر جلدها حسب المائدة، ولست مُندهشًا من هؤلاء الجبناء ضعاف الشخصية، مالكى الإحساس الدائم بالهزيمة، هم مُضطربون نفسيًا ويحتاجون للعلاج السريع، لما بهم من خللٍ، ولكن ما يُدهشنى أكثر أن لها أتباعًا يُصدِّقونهم، ومُعتنقين يُؤمنون بأفكارهم ويُعجبون بأعمالهم التى لا تؤول إليهم بل إلى مَنْ يُطعم أفواههم دومًا، فلا صديق ستروه، ولا حبيب أعزوه، ولا وطن رفعوه وقدَّروه، ولا رمزًا من الرموز استحسنوه، وكيف يستحسنون مَنْ هم أفضل منهم، فعامل النقص فى نفوسهم يجعلهم يُدنسون كل قِيمٍ رفيعة، ويُعكِّرون صفو كل جميل حسن، ويقطعون كل الأرحام والأوصال، ويفتون فتواهم بمكرٍ ودهاءٍ؛ ليُسيئوا لكل الرموز التى يقتدى بها العامة حولهم.

ألا تنظرون كيف يُحوِّل هؤلاء الحق إلى باطلٍ ويعبثون بكل الحقائق وأنتم تُصدِّقون، فلا تصدقوا أنهم لكم أصدقاء أو أحباب، فالكذب هو أسلوبهم الدائم، بارعين فى التمثيل وتبديل جلودهم، فهم يأخذون فتات الكلام ويتناقلوه جُملًا وأحداثًا تَدين أصحاب المواقف والعِزَّة، لذلك لا تركنوا إليهم، واستوعبوا كل شىءٍ بالعقل والحِكمة، واستفتوا قلوبكم، فمن يعمل على نهضة بلاده فكريًا وعمليًا، يظهر عمله من أفعاله وأقواله، ومَنْ يعبث بقلوب الآخرين وعقولهم، ينكشف ويفتضح أمره من سلوكياته، وذلك لأنه لا يملك من الأعمال والإنجازات ما يتحدَّث عنه، بل كل ما يملكه فقط هو الكلام الزائف على أهل الشَّرف، ومحاولة الإساءة إليهم خدمةً لأسيادهم ومُطعميهم المغرضين، فلا خير فيهم ولا نفع، ولا يُرتجى منهم أملًا يُنتظر.

فى قلوبهم من الحقد أطنان من السواد، ولو أن لهم قوة لدمَّروا بها عالمًا بقاطنيه، ولكن الله دائمًا جاعلهم فى ضعفٍ وهوان، ولكننا لا نشعر، وأحيانًا نشفق على نفوسهم المريضة التى تُهلكهم، ونُحاول إصلاحها قدر الإمكان، لكن تبيَّن لنا قطعًا أنها لا يجوز فيها الإصلاح، بل نتلطخ بوجودنا حولهم، ومعرفتنا بهم، لأنهم يُسوِّدون البياض، ويُدنسون النقاء، ويُغيِّرون الحقائق ويحوِّلونها أكاذيب تُساعدهم على استهداف ضعاف النفوس والطامعين فى النزوات.. أما زلتم تُصدِّقون هؤلاء الماكرين، فمرت سنين وأوقات كثيرة، واتضح كذبهم المُتكرِّر وأنتم تُصدِّقون، يعبثون بكم وبقلوبكم العاطفية، فكلامهم المتلون الممزوج دائمًا بنبرات إيمانية وبلُحى زائفة وصلاوات ادعائية حتى يُبرهنون على تقواهم وورعهم، ولكنهم مجموعة من المُدعين الأفاقين، فلا رضى الله عنهم ولا عن أفعالهم المريضة التى هدفها هو الضحك على شبابنا ورموزنا، ولكن الله دائمًا ما يُظهر حقيقتهم ومكرهم وإفكهم.

عندما يعلم مَنْ حولهم بسوادهم القاتم ونفوسهم المليئة بالحقد، يندهش لما رأى فيهم من صلاحٍ مُصطنع وحُبٍ زائف ومشاعر كاذبة تتفوَّه بها ألسنتهم، فيا صديقى ويا قريبى، ويا ضيفى ويا جارى ويا حبيبى لا تُصدِّق معسول الكلام، وانظر إلى أفعال الناس المحيطة بك جيدًا، حتى لا تقع فريسةً لمُحبٍ كاذب أو مُدعٍ فاجر يُريد الإطاحة بك وبأولادك وقومك وأمنك واستقرارك، ولا تلغى عقلك لمصلحة موجودة مع شخص، لأنها ستعود عليك بالخراب،  فلا خير منهم يأتى، ولا أمان فى وجودك بجوارهم، ولا سمعة طيبة محفوظة وهم حولك، تدخل معهم فى نقاشٍ أو عملٍ وأنت أبيض الثوب، تخرج منهم ملطخًا بالآثام والهموم والمتاهة، فلا تعرف صدقهم من كذبهم لانعدامهم المبادئ والقيم.

بلادنا عريقة وبها القوامة والقوة والعِزَّة بأولادها الشرفاء الوطنيين، وبقيادتها المُستنيرة صاحبة الرؤى التى تُكافح وتُناضل بشرفٍ؛ لحماية هذا الوطن وأولاده من مكر كل فاسدٍ ضعيف النفس، وجائعٍ خائر البطن، يُحاول إتلاف فكر وأمن واستقرار بلدٍ، فساعدوا رجالنا الشرفاء، فهم عائلاتنا ومن طيننا ونسيجنا، هم جيراننا وأصحابنا، فصدقوهم وانظروا إلى حجم الإنجازات والتطور الذى حدث فى بلادنا على الرغم من وجود جائحة كورونا وظروف اقتصادية صعبة نتاج حرب روسية أوكرانية طاحنة لم تتوقف، ولكنهم يبنون ويُطورون ويُحققون إنجازًا وتقدمًا وأمنًا واستقرارًا لكل مناطق البلد، ولا تنسوا ما حدث من هؤلاء الجائعين وقتما سنحت لهم الفرص، فاستغلوا الموارد لصالحهم، واكتنزوا الكنوز بخزائنهم، وعملوا فى كل ما هو فاسد، ليُعبِّئوا بطونهم التى لا تمتلئ أبدًا، ودمَّروا أجيالًا بالكذب والتمثيل، ليُحقِّقوا مكاسبهم الشخصية، معتمدين على تغييب العقول والاتجار بالطموح والإلهاء، لنسيان الأهداف.. لا تنسَ عزيزى القارئ أهدافك وطموحك، وحافظ على أسرتك الصغيرة من كل كاذب ومُتلفٍ للعقول، وتابعهم وعلِّمهم الوطنية والانتماء والمبادئ والفخر بك كأبٍ، وببلدهم وقيادتهم ورموزهم، حتى يروا الجمال وتُصبح نفوسهم وقلوبهم مليئةً بالجمال، وحفِّزهم دائمًا على إتقان دراستهم ومسئوليتهم تجاه أسرتهم ووطنهم، ليكونوا مسئولين وقادةً للمستقبل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة