محمد نور
محمد نور


مسـاحة وعى

محمد نور يكتب: هل الحرب قادمة؟

أخبار اليوم

الجمعة، 21 يونيو 2024 - 07:13 م

الإجابة عن هذا السؤال بلا .. لأن الحرب بدأت بالفعل.

لو عدنا بالزمن ١٠ سنوات للوراء لوجدنا ان هناك شخصا ما تنبأ بهذه الحرب، ولم يكتف بذلك فقط بل أخذ على عاتقه الاستعداد لها منذ اليوم الأول.

من أولى الملفات التى شغلت الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ ١٠ سنوات هو ملف تطوير القوات المسلحة المصرية، لقد كان يسابق الزمن وسط تعجب الجميع من أجل تطوير وتعزيز قدرات الجيش المصري، حتى الموافقين والمرحبين بالفكرة كانوا متعجبين لماذا كل هذه السرعة ؟!

والإجابة كان يملكها هو فقط لأنه قام بما يعرف فى العلوم العسكرية بتقدير الموقف الاستباقي، وعمله بالمخابرات الحربية سمح له بمعرفة كل ما يجرى فى المنطقة بشكل كام من الناحية العسكرية، أنه قام بجمع المعلومات ثم الرصد والتحليل ثم تحديد الهدف والاشتباك.
فالاشتباك هنا الذى قرره الرئيس كان الاستعداد لحرب قادمة ستشعل المنطقة.

وبدأت خطة التنفيذ حيث كان يحتاج الجيش المصرى فى هذا الوقت لرفع كفاءة السلاح والمقاتلين والهيكل الإدارى للجيش.

لكن العنصر الأهم والأصعب كان الحصول على سلاح قادر على تحقيق توازن مع جيوش الدول المعادية، وهنا تجلت عبقرية الرئيس السيسى الذى كسر كل الأعراف السابقة من إلزام مصر أن تختار هل ستتسلح من أمريكا أم روسيا، هنا قرر الرئيس انه لن يلتزم بهذا العرف وسيأتى بما لم يأت به أحد من قبله قط.

سيشترى السلاح من أمريكا وروسيا معاً، ومن فرنسا والصين، وألمانيا وكوريا، وإيطاليا والهند.


سيسلح الرئيس القوات المسلحة بحاملة مروحيات، لا ليست واحدة بل اثنتين، ستكون هذه هى الصفقة الأكثر قوة وحداثة فى تاريخ الجيش المصري، سيأتى للجيش المصرى بصفوة طائرات الدول التى تصنع الطائرات ليصبح سلاح الجو المصرى وللمرة الأولى يكافئ سلاح الجو الإسرائيلى ويتفوق عليه من حيث التنوع أيضاً،

يشترى أباتشى صفوة المروحيات الأمريكية ويشترى فى نفس التوقيت كاموف صفوة المروحيات الروسية !

الغواصات الألمانية التى هى الأحدث والأقوى فى العالم كانت نقطة تحول فارقة فى تاريخ سلاح البحرية المصرى حيث أتى بها الرئيس للقوات المسلحة المصرية.

لم يكتف الرئيس السيسى بكل هذه الصفقات الخيالية ولكنه قرر أن ينقل تكنولوجيا التصنيع العسكرى لمصر كجزء من معظم الصفقات التى يجريها مع الدول المصدرة، حتى وصل الأمر لأن أصبحت مصر من الدول المصنعة والمصدرة للسلاح.

دبابات ومدرعات وطائرات بدون طيار وفرقطات ومدافع وذخيرة .. كل هذا صناعة مصرية خالصة.

فاستفادت مصر من السلاح المستورد وفى نفس الوقت استغلت مكسب نقل التكنولوجيا فصنعت هى سلاحها أيضاً لتقلل الاستيراد والاعتمادية على الغير.

كان يجب أن نوضح كل هذه الأمور حتى نجيب عن السؤال.. فالرئيس السيسى علم منذ البداية ان الحرب قادمة وينبغى أن يكون الجيش مستعداً ليوم المواجهة، وأن يحقق أيضاً ما يعرف بالردع الظاهري، وهو ردع عدوك بامتلاكك للقوة والتلويح بها.

الحرب بدأت منذ ٢٠١١ وأخذت تشتعل وتنطفئ وتشتعل أكثر حتى وصلت لمرحلة الانفجار الذى نحن فيه الآن، وانتهت الحروب بالوكالة ونزل اللاعبون الأساسيون يحاربون بأنفسهم ويكتبون الفصل الأخير لهذا الصراع بأيديهم.

مصر هى الجيش الأقوى فى هذه المنطقة بلا منازع، وهى صاحبة الموقع الأهم إستراتيجياً وتكتيكياً أيضاً، وتستطيع فى لمح البصر أن تحول كل هذه المنطقة لقطعة من اللهب لا تنطفئ أبداً.. وهذا الأمر لا ندعيه ولكنه حقيقة يعلمها أعداؤنا أكثر من أصدقائنا.

لهذا يفكر العدو ألف مرة ويعيد الحسابات مرة تلو المرة قبل أن يوقظ هذا المارد المتعطش للتدمير والبطش والسفك إذا تجاوز أحد حدوده وهدد ثوابته .. لن يوقفه أحد.

من أجل هذا سعت إسرائيل مثلاً لاستجلاب عدوان ثلاثى فى المنطقة لكن حتى أمريكا وبريطانيا الآن لن ينفعا إسرائيل إذا اشتعلت الحرب.
لكن بالحسابات العسكرية والسياسية والاستخباراتية والجيوسياسية فليس من مصلحة عدو أو سفيه أن يزعج المارد المصرى ويخرجه من سلامه لحرب سيأكل فيها الأخضر واليابس لتعيش راية مصر خفاقة ويعلو فيها هتاف المصريين بتحيا مصر.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة