رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

أبى

رفعت رشاد

السبت، 22 يونيو 2024 - 05:07 م

منذ أيام احتفل العالم بيوم الأب. لم ينل الأب مثل ما تنال الأم من تكريم، ليس فى الاحتفال العالمى فحسب، بل منا نحن الأبناء. الأم تتصدر اهتمام أولادها وتحصل على النصيب الأكبر من حنانهم. يقوم الأب بدوره فى الحياة بدون أن ينتظر مقابلا من أبنائه، وليس هذا معناه أن الأم تنتظر، لكن ينشأ الأبناء فى حضن أمهم أولا وتبقى للأبد ملجأهم الحنون، بينما يخرج الأب للعمل ليعود بالطعام والكساء وتكون أقصى متعة أن يرى ابتسامة أبنائه فرحين بما أتاهم وتزيد المتعة لو أن أحدهم أطلق كلمة امتنان. 

رأيت رجالا تملأ وجوههم شوارب كثيفة يبكون عندما يفقدون آباءهم، لأنهم فقدوا السند الذى كانوا ينامون مطمئنين فى وجوده. الابن يرى فى أمه نبع الحنان بينما يرى فى أبيه الجدار الصلب الذى يتكئ عليه فلا يخذله، حتى لو كان الأب فقيرا أو ضعيفا، فى كل الأحوال هو فى نظر أبنائه أقوى الرجال الذى يحميهم من شرور الدنيا. 

كتبت عن أمى ولم أكتب عن أبى، ربما كان فى عقلى اللاواعى أن أبى لا يحتاج لأن أكتب عنه فهو جبار قوى لا يهمه كلمات أكتبها فى حبه، ربما تحتاج أمى كامرأة لتلك الكلمات التى تطيب خاطرها، لكن أبى هذا العملاق الذى يهابه الناس لا يهتم لكتاباتى عنه فهو مشغول بأمور أكبر، مشغول بالعمل والكد، مشغول بتأمين حياتنا، يشغله توفير مصاريف الدراسة، مهموم بشراء الكساء، يأتى متأخرا من العمل فيدخل ليطمئن على كل منا فى نومنا وربما  يترك لنا ما نجده فى الصباح من حلوى أو هدايا. 

الأب والأم صنوان لا يستغنى أحدنا عن أى منهما، وإذا فقدنا أحدهما سارت مركبة حياتنا على عجلة واحدة وهو ما يجعل طعم الحياة «مُرًا».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة