السبت، 22 يونيو 2024 - 05:11 م

بعد أكثر من مائة صفقة سلاح فى ثمانية شهور آخرها صفقة الـ ١٦ مليار دولار المعروضة على الكونجرس، وبعد الجسر الجوى والحماية البحرية والمساعدات المخابراتية والمشاركة الفعلية من جانب قوات أمريكا فى الدفاع عن تل أبيب.. بعد هذا كله يقوم نتنياهو بهجوم متعمد على الإدارة الأمريكية ويوجه لها الاتهام بأنها تمنع السلاح عن إسرائيل!!

العالم يعرف أن واشنطن أجلت تنفيذ صفقة واحدة تحتوى على قنابل زنة ٢٠٠٠ رطل سبق لإسرائيل أن استخدمتها ضد المدنيين (وهى جريمة حرب) وأن ذلك لم يمنع تدفق كل أنواع السلاح الأمريكى على إسرائيل رغم التقارير الرسمية التى أثبتت مخالفة إسرائيل لشروط استخدام هذه الأسلحة، ورغم المطالبات المتصاعدة داخليًا وخارجيًا بمنع إمداد إسرائيل بالسلاح وهى تحاكم دوليًا بتهمة الإبادة الجماعية!!
لماذا يفتعل نتنياهو هذه المعركة مع إدارة بايدن الآن؟!

فى إسرائيل يعرفون أنه يريد أن يبعد صورة الرجل الآيل للسقوط، وأن يقول لأنصاره إنه مازال قادرًا على تحدى أمريكا، ويستعد للتصعيد فى صراعه مع قادة الجيش بارتداء ثوب المستعد لكل المعارك من أجل توفير السلاح (المتوافر أصلاً!!) وربما ليستبق زيارة وزير دفاعه «جالانت» لأمريكا اليوم ويقول إن تهديده هو وحده الذى يجبر أمريكا على تقديم المزيد لإسرائيل!!

أما إدارة بايدن فتعرف بالتأكيد أنه نوع من «جر الشكل!!» من جانب نتنياهو الذى يريد أن تعرف الإدارة الأمريكية أنه مازال العنوان الوحيد للتعامل معه فى إسرائيل، وللتمهيد لزيارته للكونجرس الشهر القادم، ولإيجاد مبرر للهجوم الصريح على إدارة بايدن لصالح «ترامب» الذى يراهن نتنياهو بقوة على نجاحه، ويخشى ـــ فى المقابل ـــ من دفع ثمن فادح إذا خسر الرهان!!

 فى الشهر الأخير، ومع تصاعد الخلاف بين بايدن ونتنياهو.. تضاعفت التبرعات من اللوب الصهيونى الأمريكى لترامب والجمهوريين.

ورغم ذلك جاءت نتائج آخر استطلاع من قناة «فوكس» لتؤكد تقدم بايدن بنقطتين على ترامب لأول مرة منذ بدء العملية الانتخابية!!

فى كل الأحوال.. سيستمر الدعم الأمريكى لإسرائيل، لكن سيكبر السؤال: هل يمكن أن تتحمل أى إدارة أمريكية مسئولية وضع ترسانة أسلحتها تحت أمر حكومة يتحكم فيها جنون نتنياهو وبن غفير؟.. وإلى متى ؟!