محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الدين يسر !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 24 يونيو 2024 - 07:25 م

لماذا توقف الحديث عن تجديد الخطاب الدينى ،هل بسبب الجدل حول طبيعة التجديد وموضوعاته ، أم خوف البعض منه أو استغلال آخرين له لتحقيق أغراض لا تمت للتجديد ولا للدين بصلة ، اليوم لن أخوض فى أمور معقدة تحتاج نزالا فكريا لحسمها ، لكنى فقط أتوقف عند الحديث الشريف «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولنْ يشادَّ الدِّين أحد إلاَّ غَلَبه « فهل هناك خلاف فى مضمون الحديث أو هدف رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم منه ،هل له معنى آخر سوى التيسير على المسلمين وتسهيل أمور دينهم ودنياهم ، أظن أنه لو اتحد مختلفو التجديد حول هذا الحديث لتغيرت أحوال المسلمين وكذلك نظرة العالم لهم.


ولو أردنا معرفة أهمية الحديث لحياتنا اليومية فلننظر حولنا لنرى كم المبالغة فى الدين وتعقيد أموره وأحكامه معتقدين خطأ أنهم بذلك يتقربون من الله ، فالإسلام دين يسر ،التكليف فيه على قدر الاستطاعة ولا مشقة مطلقا فى شرع الله ، وطالما نعيش أجواء الحج فلنبدأ به ، وحديث التكليف فيه واضح بلا لبث « لمن استطاع إليه سبيلا « فمن يشرح للمسلمين أنواع الاستطاعة ؟!! ، بل ان رسولنا الكريم  صلى الله عليه وآله وسلم ما سئل عن شيء بالحج إلا وقال جملته العميقة الخالدة « إفعل ولا حرج « فى تجسيد عبقرى لمراد الله بالتيسير على ضيوفه الحجاج ، لكننا نجد من يبحث عن المشقة التى قد تؤدى للموت بحثا عن القبول ، بل إن بعض المحسوبين علماء ومشايخ يشقون الأمر على الحجاج ، فهل هذا من الدين ؟!
ومن يصوم وهو مباح له الإفطار وقد يكون فى صومه هلاكه ، فهل هذا تدين ؟! ومن يشق على نفسه فى تطبيق تعاليم الدين نسوق له واقعة الصحابة الذين نصحوا مصابا برأسه بضرورة الاغتسال بالماء البارد من الجنابة بدلا من التيمم فمات ،وكان رد رسولنا العظيم  صلى الله عليه وآله وسلم « قتلوه قتلهم الله» ورده على الرجل الذى غالى فى الدين « أما والله إنى لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكنى أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس مني» هذا هو يسر ديننا وسماحة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم  ، فمن يشرح للناس صحيح دينهم ؟!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة